للمكتب النقابي بوكالة الرباط-سلا لشغيلة تعاونية كوباك المنتجة لحبيب جودة ومشتقاته
خلال الندوة الصحفية التي نظمت صباح اليوم، الجمعة فاتح دجنبر 2023 بالمقر المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان
تحية تقدير لكل المنابر الإعلامية الحاضرة معنا في هذه الندوة الصحفية الثانية التي ينظمها المكتب النقابي لعمال وكالة الرباط – سلا “للتعاونية” الفلاحية “كوباك” لإحاطة وإبلاغ الرأي العام بما تمارسه إدارة هذه التعاونية من تجاوزات وخروقات قانونية ومن حرب متواصلة فريدة من نوعها وشديدة في ضراوتها ضد النقابيين والعمل النقابي، وضد عموم الأجراء في مختلف وحداتها الإنتاجية والتجارية على الصعيد الوطني؛ ومن أجل إحاطة الصحافة الوطنية ومن خلالها عموم الرأي العام بما عرفته قضية عمال الوكالة من تطورات وخاصة مناورات إدارة التعاونية وإجراءاتها العدوانية المتواصلة، تم لإبلاغكم بقليل من التفصيل ما سوف تأخذه معركة العمال من آفاق.
تذكير سريع بنشاط هذه “التعاونية” (كوباك)
نذكر الحضور الكريم بشكل سريع بالنشاط الإنتاجي والتجاري لهذا الغول الرأسمالي الذي يسمي نفسه بهتانا ب”تعاونية الفلاحية” وهو الأبعد كل البعد عن روح النشاط التعاوني وفلسفته كما هو متعارف على ذلك في كل أقطار العالم.
تأسست هذه التعاونية الفلاحية سنة 1987 لتقوم بنشاط فلاحي وصناعي يتمثل في الإنتاج الحيواني والتلفيف وتسويق وتصدير المنتجات الفلاحية، النباتية والحيوانية.
ونعرض هنا لكم كوباك في أرقام:
يمكن إجمال نشاط التعاونية الفلاحية “كوباك” بشكل مركز في الأرقام التالية؛
عدد العمال الدائمين حوالي 6000 عامل وعاملة.
عدد العمال المؤقتين حوالي 5000 عامل وعاملة.
عدد الفلاحين المنخرطين في التعاونية 24000 فلاح.
بها وحدتين (2) لإنتاج الحليب ومشتقاته.
وحدة لإنتاج اللحوم.
وحدة لإنتاج اللحوم المصنعة Charcuterie.
وحدة لإنتاج مأكولات الحيوانات الأليفة pet food
مصنع لإنتاج اللحوم البيضاء.
رغم كل هذه النجاحات الاقتصادية وما تذره من أرباح طائلة ينطبق عليها مصطلح (الأرباح الفلكية) يشتغل عمال التعاونية في ظروف قاهرة جدا (الصور المعروضة دالة وناطقة)، لكن هناك ملفات أخرى يجب معرفتها من طرف عموم الرأي العام، وسبق لنا في الندوة الصحفية الأولى إثارة ضرورة الإشارة لها.
كيف تمت رعاية واغتناء “تعاونية” كوباك بشكل فاحش لا يصدق ؟
احتضان الدولة المغربية لهذه “التعاونية” منذ نشأتها عبر الدعم المادي والتسهيلات الإدارية والضريبية، بل اعتبارها تجربة رائدة داخل الاقتصاد المغربي وجب دعمها.
استفادتها بشكل سخي من برامج مخطط المغرب الأخضر عبر:
الدعم المخصص لاستيراد العجول والأبقار الحلوب.
رفع الرسوم الجمركية على استيراد الأعلاف والحبوب.
الدعم في إنتاج العجول (الزرورة الخاصة بالعجول: 4000 درهم للأنثى و5000 درهم للذكر).
دعم المركبات والآليات الفلاحية عبر الامتيازات الضريبية.
تفويت أراضي الدولة ل”تعاونية” كوباك بأثمنة زهيدة خيالية، مثال تارودانت حيت تم تفويت بقعة أرضية بتارودانت بثمن تفضيلي 61 درهم للمتر المربع، في حين تم احتساب 200 درهم لبناء قصر العدالة و1000 درهم لبناء مستشفى متعدد الاختصاصات بنفس المنطقة، وهذا مثال فاضح عن الكرم الحاتمي الذي تستفيد منه هذه “التعاونية”.
استفادة هذه “التعاونية” من دعم المحروقات على غرار الشركات الأخرى؛ غير أن جشع “التعاونية” دفعها للاحتيال على الدولة باقتطاع ثمن المخالفات، التي تعد شرطا من شروط الاستفادة من الدعم المذكور، من أجور المستخدمين بشكل عشوائي ودون الرجوع لأصحاب المخالفات المذكورة.
جائحة كورونا:
– في ظل الجائحة وسعت “التعاونية” نشاطاتها مستفيدة من الدعم المخصص للمشاريع، نموذج معمل الأجبان les fromages ومعمل العصائر المركزة اللذان أقيما ب: 6 مليار سنتيم ساهمت الدولة في إطارهما بمليار سنتيم كدعم.
– المساهمة في الإجهاز على القطيع الوطني من الأبقار مع الاستفادة من الدعم كما يوضح ذلك الدكتور البيطر البوعزاتي وصفي رئيس الهيئة الجهوية للأطباء البياطرة بجهة طنجة تطوان الحسيمة.
إلى جانب كل هذا، كان العمال هم المساهم الرئيسي في تنمية التعاونية وازدهارها لتحتل المرتبة الأولى على الصعيد الوطني ولتصل منتوجاتها للعالمية؛ وبالرغم من ذلك وجدوا أنفسهم يصارعون طاحونة استغلال بشع دون حقوق بشكل يصعب جدا تصديقه.
أمام هذه الأوضاع ومن أجل تطبيق القانون وتحسين أوضاعهم الاجتماعية المتردية وظروف العمل التي يشتغلون في ظلها؛ أسس عمال وكالة الرباط – سلا التابعة “للتعاونية” مكتبهم النقابي في إطار الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي التابعة لاتحاد المغربي للشغل، وتقدموا بملف مطلبي للإدارة بتاريخ 03 يوليوز 2023؛ ويمكن الرجوع إليه بتفصيل ضمن الملف الصحفي الذي بين أيديكم.
بعد تقديمهم للملف المطلبي فوجئ العمال بعدد من الإجراءات الانتقامية في حق أعضاء المكتب النقابي تمثلت في:
تنقيل ثلاثة أعضاء من المكتب النقابي:
– الأخ رضوان لقفيفة إلى مدينة أكادير؛ الأخ يونس زاهير، الكاتب الإداري للمكتب النقابي، إلى مدينة كلميم وإبلاغه قرار التنقيل عبر مفوض قضائي، الأخ فهد السليماني إلى مدينة كلميم.
فوجئ المكتب النقابي بمجموعة من الضغوطات والمساومات لأعضائه مما أسفر على تقديم الأخ رضوان للإستقالة من المكتب تم على إثره إلغاء قرار تنقيله؛ والحكم بذلك على الأخوين زاهير وفهد اللذان رفضا المساومة بتفكيك عائلتيهما، رغم قضائهما على التوالي ل14 و11 سنة من الخدمة بنفس الوكالة.
تغيير مناصب عمل أعضاء آخرين في المكتب النقابي والتقليص من أجورهم وصل إلى 50% من أجرتهم الشهرية.
الضغط على أسر أعضاء آخرين من المكتب النقابي خلق حالة من الحصار ضد المكتب والتخويف والرعب وسط العاملين بوكالة الرباط – سلا.
إلى غير ذلك من الإجراءات التعسفية.
أمام هذه الحرب العشواء، القذرة، دخل المكتب النقابي في مسلسل نضالي ابتدأ:
1) بتنظيم وقفات احتجاجية أسبوعية كل إثنين أمام إدارة “التعاونية” بسلا، لينتقل بعد ذلك إلى وقفات يومية.
2) تنظيم ندوة صحفية أولى بتاريخ 16 غشت 2023؛ تم خلالها عرض مطالب العمال وأشكال الحرب الضروس التي يواجه بها المكتب النقابي، والعدوانية المفرطة لإدارة “تعاونية” كوباك وتاريخها الأسود في هذا الشأن بكل من الرباط-سلا 2009، تارودانت 2016 والجديدة 2022 ومراكش 2023، تم بالرباط-سلا مرة أخرى سنة 2023، والتي تمت على إثرها تصفية كل المكاتب النقابية.
3) الدخول في إضراب واعتصام أمام الوكالة بسلا إبتداء من 28 غشت الماضي مع تنظيم وقفات احتجاجية يومية.
4) الدخول في إضراب لا محدود عن الطعام ابتداء من 21 شتنبر الماضي، تم توقيفه أبداء لحسن النية وتثمينا لمساعي السلطات الترابية بسلا، التي دعت إلى اجتماع للجنة الإقليمية للبحث والمصالحة.
5) إفشال إدارة “التعاونية” لمساعي السلطات الترابية والشغلية بسلا، بالمماطة مرة ثم بالمناورة مرة أخرى والغياب مرة ثالثة قصد التملص مما تقدمت به اللجنة الإقليمية للبحث والمصالحة من اقتراحات وإفشالها.
6) رفع الملف إلى اللجنة الوطنية للبحث والمصالحة بوزارة الشغل بالرباط، ليستمر الاستخفاف من طرف إدارة “التعاونية” بمقترحات ومجهودات مختلف الوزارات المشكلة للجنة من طرف الممثل القانوني لإدارة “التعاونية” خلال اجتماعي 16 نونبر و27 نونبر 2023، وإعلانه عن اتخاذ ‘التعاونية” لقرار جديد، غريب وفريد، يتمثل في تنقيل كافة أعضاء المكتب إلى وكالات بمدن أخرى؛ ما يكشف إرادة “التعاونية” بتشتيت كافة أعضاء المكتب عبر التراب الوطني، في مناورة مفضوحة بينت عن رفض الإدارة المطلق للجلوس إلى طاولة الحوار لمناقشة الملف المطلبي للشغيلة وتمتيعها بحقوقها.
أمام هذه الإنتكاسة وهذا الواقع البئيس، المبكي والمضحك، يعلن المكتب النقابي لشغيلة وكالة الرباط-سلا “للتعاونية” الفلاحية كوباك ما يلي:
اعتزازه بدعم كافة القوى الديمقراطية والحقوقية لهذه المعركة العادلة، وتقديمه الشكر للجمعية المغربية لحقوق الانسان التي نظم فرعها الجهوي بسلا عدة وقفات وحملات تحسيسية وتضامنية مع العمال.
تشبت المكتب النقابي بكافة المطالب المشروعة للعمال ورفضه لكل مناورات إدارة التعاونية.
إعلانه الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام إبتداء من يوم الإثنين 04 دجنبر 2023، حتى تحقيق كافة المطالب المشروعة.
قبل الختام يتساءل المكتب النقابي معكم على من يحمي إدارة هذه “التعاونية”، بل الغول الرأسمالي الضاري والجشع ؟
يتساءل المكتب النقابي هل يمكن للسلطات المعنية سواء على مستوى وزارة الفلاحة أو وزارة الداخلية أو وزارة التشغيل أن تستمر في نفس التعامل مع هذه “التعاونية”، بالرغم من هذه الفضائح الخطيرة ومن هذه المعاناة التي يقاسيها كل عمال “التعاونية” على الصعيد الوطني؛ وبالرغم من إقرارهم جميعا كما تنص على ذلك المحاضر الموقعة إقليميا ووطنيا بمشروعية مطالب العمال ؟
ختاما يدعو المكتب النقابي كافة المناضلات والمناضلين وعموم الإطارات الديمقراطية والصحافة الوطنية، إلى مواصلة دعم هذه المعركة ويجدد إعلانه بالدخول في إضراب لامحدود عن الطعام ابتداء من يوم الإثنين 4 دجنبر القادم دفاعا عن الكرامة وحتى تحقيق كافة المطالب المشروعة.
شكرا لكم جميعا، ونحن رهن إشارتكم للإجابة عن كل التساؤلات وتقديم كل التوضيحات المطلوبة.