يحتضن رواق محمد الفاسي ، معرضا للفنان التشكيلي عبد الله الرامي من 8 ماي الى 23 يونيو 2024 ، موسوم بعنوان ” منتقيات “.
يضم المعرض الجديد أعمالا تشكيلية تشكل عصارة تجربته الفنية، حيث تقدم لنا تجربة عبد الله الرامي الفنية مساحة شاسعة للتأمل والتفكير، لأنه ينجز أعمالا فنية يتشابك فيها الذاتي والجمالي، من داخل خلفية مرجعية ثرية، يلتقط عناصرها الأساسية من مسار حياتي يومي، لا يقصيه الفنان ولا يبعده، بل يستحضره، ويتركه يندس بشكل جمالي في لوحاته الفنية.
عن أعمال الفنان التشكيلي عبد الله الرامي كتب الناقد الجمالي محمد سعود :” يقدم لنا الفنان عبدالله الرامي أعمالا فنية محصورة في حيز زمني وبذلك تعتبر مرحلة من مساره الفني. وفيها جزء من أعماله التي عرضها سنة 2021 في معرض “رؤى وتجارب معاصرة ” اشتغل فيه على الخيش والقشور واللحاء و أغصان الأشجار والحجر. قد تختلف هذه الأعمال المعروضة في هذا الحيز الزمني عما قبل هذه المرحلة أو ما بعدها من مساره، ولكن ما يميزها ككل، أن الفنان يشتغل بنسبة كبيرة على مواد خام وطبيعية، كما أن السند في حد ذاته عبارة عن قطع من الجوت، وبذلك لا يمكن فصل الحامل وما يحمله من مواد عن البناء الكلي للوحة، وكلها تصب في العملية الإبداعية.. أغلب مكونات اللوحة من الجاهز ويقوم بتوظيف هذه المواد البعيدة عن مواد الرسم المعروفة لتتساوق مع تصوره الذي يغلب عليه القصدية، لأن ما يقوم باختياره يكون عن وعي.. وهذا لا ينفي وجود اللاقصدية، فما يقوم به عن قصد هو استحضار لعالمه الطفولي عن غير قصد.. وإذا كان السند المشكل من أكياس الجوت التي تصنع لحفظ المواد الغذائية فإنها لا شعوريا حفظ لذاكرة الفنان….وبذلك تطرح أعماله إشكالية معقدة حول نظرنا إلى المادة على اعتبارها من أهم ما اشتغل عليها الفنانون المعاصرون وأثارت جدلا في الكثير من التعاريف والكتابات…”
يقوم الفنان عبد الله الرامي في بحثه الدائم بالاشتغال على تعبيرات غير الاعتيادية، وذلك بإطلاق طاقاته الإبداعية ويكشف عن أساليب جديدة تقود إلى : مغامرات (تشكيلية) بالمعنى العميق للمصطلح، مما يوضح بشكل جيد نموذجه القائم على الترجمة البصرية المستنيرة، أي جعل “المرئي في العالم لا مرئيا” .