الفقر، التربية والمساواة بين الجنسين
في سياق خلاصات وتوصيات ” قمة الأمم المتحدة حول تحويل التربية” وبمناسبة زيارة مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بمسألة الفقر المدقع وحقوق الإنسان لبلادنا بدعوة من الحكومة المغربية، تود الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب التي نشرت، في إبانه، تصورها “للنموذج التنموي الجديد”، مساءلة السلطات العمومية بصدد الفقر في علاقته بالتربية.
برز مفهوم ” الفقر التربوي” للتعبير، بشكل عام، عن حالة عدم بلوغ المعايير الدنيا المتعارفة في مجال التربية. بهذا المعنى، نعتبر أن هذا المفهوم ينطبق على بلادنا، ولا أدل على ذلك من النتائج الكارثية التي توصلت لها الأبحاث والتقييمات التي أجراها وقام بنشرها خلال السنوات الأخيرة المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي.
إذا كان المعنى الأولي للفقر التربوي متضمنا فيما سبق، فإن الوضعيات التي تتواجد فيها أنظمة تربوية ممن تعرف أيضا لا مساواة في التمدرس وفي مضامين وممارسات تمييزية بين الجنسين، يمكن أن توصف بسهولة بوضعيات ” الفقر التربوي المدقع”.
إن بلادنا ووزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بالخصوص، تساءل اليوم، مع فتح ورش إصلاح المنظومة التربوية مجددا، حول إعمال مقاربتها الجديدة لمعالجة الإشكالات الكبرى للمنظومة التربوية والمرور إلى مرحلة الفعل، باستعجال، ما دامت التشخيصات قد أنجزت من قبل.
إننا نعتبر من موقعنا كجمعية لحماية حقوق الفتيات والنساء والنهوض بها، بأن المساواة في التمدرس ومن خلال المدرسة مدخلان مترابطان يمثلان روح وموضوع ومضمون ” مدرسة المساواة” التي نطالب بها.
وإذ ننضم لنداء قمة التربية الذي يدعو الحكومات ” لتعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين الفتيات والنساء في ومن خلال التعليم” ونرحب بالسيد أوليفييه دي شوتر، ننتظر أن يكون الربط بين الفقر والتربية والمساواة بين الجنسين، من أبرز نقط جدول الأعمال خلال هذه الزيارة وأن تشكل بالنسبة للفعل العمومي إحدى رافعات ” تحويل التربية ” ببلادنا.
الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب
6 نونبر 2022