لكي يكون لكل منا مستقبل مستدام، نحتاج إلى العمل على وجه الاستعجال لحماية التنوع البيولوجي، الذي هو شبكة الحياة التي نستمد منها جميعا ما يربط بعضنا ببعض وما يبقينا على قيد الحياة. ولا بد لنا من أن نضع حدا لحربنا الطائشة والمدمرة على الطبيعة. بمعدل فقدان الأنواع هو الآن أعلى بما يتراوح بين عشرات ومئات المرات من متوسط معدلات فقدانها في الـ 10 ملايين سنة الماضية، وهو معدل آخذ في التسارع.
والتنوع البيولوجي لا بد منه لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وإنهاء التهديد الوجودي النابع من تغير المناخ، ووقف تدهور الأراضي، وبناء الأمن الغذائي، ودعم التقدم في مجال صحة الإنسان. ويوفر التنوع البيولوجي حلولا جاهزة للنمو الأخضر والشامل للجميع.
وتجتمع الحكومات هذا العام للاتفاق على إطار عالمي للتنوع البيولوجي لما بعد عام 2020، إطارٍ له مستهدَفاتٌ واضحة وقابلة للقياس ووسائل تنفيذ قوية يمكن أن تضع التنوع البيولوجي على طريق التعافي بحلول عام 2030.
ويجب أن يعالج الإطار العوامل الدافعة إلى فقدان التنوع البيولوجي وأن يمكِّن من إحداث التغيير الطموح والتحُّولي اللازم للعيش في وئام مع الطبيعة من خلال توفير حماية فعالة لمزيد من الأراضي والمياه العذبة والمحيطات في العالم، وتشجيع الاستهلاك والإنتاج المستدامين، واستخدام الحلول القائمة على الطبيعة للتصدي لتغير المناخ، وإنهاء الإعانات المؤذية التي تلحق الضرر بالبيئة. وينبغي أن يحشد الإطار العمل والموارد المالية لدفع الاستثمارات الملموسة الحانية على الطبيعة، على نحو يضمن استفادتنا جميعا من عوائد التنوع البيولوجي.
وفي مسيرة تحقيقنا لهذه الأهداف وتنفيذها لرؤية عام 2050 من أجل ”العيش في وئام مع الطبيعة“، يجب أن تكون تصرفاتنا مقترنة باحترام الإنصاف وحقوق الإنسان، وخاصة فيما يتعلق بالعديد من الشعوب الأصلية التي تؤوي أراضيها الكثير من التنوع البيولوجي.
ولإنقاذ ثروة كوكبنا الطبيعية الهشة التي لا غنى عنها، لا بد من مشاركة الجميع، بمن فيهم الشباب والسكان الضعفاء الذين يعتمدون أكثر من غيرهم على الطبيعة في كسب عيشهم. واليوم، أدعو الجميع إلى العمل من أجل بناء مستقبل مشترك لكل أشكال الحياة.