أكد عبد الصمد سكال رئيس مجلس جهة الرباط سلا القنيطرة، على الأهمية الاستراتيجية التي تكتسيها علاقات التعاون والشراكة على المستوى الإفريقي، كونها تشكل خيارا استراتيجيا مغربيا، موضحا خلال كلمة ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية للدورة الثانية للمنتدى المغربي الموريتاني للصداقة والتعاون المنعقدة تحت شعار :”التعاون الإفريقي الإفريقي من أجل نموذج جديد للشراكة والتعاون ” يوم الأربعاء 17 أبريل الجاري بالرباط، (موضحا) بأن تصدير دستور المملكة المغربية يتضمن ذلك، وعززته التوجيهات الواردة في الخطب الملكية الساميةوفي موضوع ذي صلة، أبرز عبد الصمد سكال، رئيس جهة الرباط سلا القنيطرة بأن الشراكة المغربية الموريتانية، تتجاوز التعاون الإفريقي-الإفريقي، ذلك لأنها شراكة *تتم بين أبناء شعب واحد داخل وطنين إثنين أو أبناء شعبين في وطن واحد هو الوطن العربي* ، مستدلا على ذلك بعمق التقاليد التي وصفها بـــ”العريقة” التي تجمع بين البلدين والممتدة في أواصر الدم والدين والتاريخ.
وبعدما أعرب عبد الصمد سكال، عن أسفه بسبب ضعف التعاون والشراكة على مستوى المنطقة المغاربية التي “هي الأقل اندماجا على مستوى الإفريقي والعالمي، للأسباب التي يعرفها الجميع”، قال بأن ذلك لايمنع من تعزيز العلاقات الثنائية التي لايمكن إلا أن يجني من ورائها البلدان معا الربح الكبير بمختلف الأصعدة، سيما أن الواقع أثبت بأن تحقيق التنمية المستدامة بكل أبعادها لن يتم إلا بالاهتمام بالمكونات الاقتصادية
ومن أجل تحقيق ذلك، يدعو عبد الصمد سكال، إلى تعزيز علاقات التعاون بين الشعوب من خلال جمعيات المجتمع المدني، وأيضا على مستوى الجماعات الترابية ومن هنا تبرز أهمية التعاون اللامركزي، الذي يوليه مجلس جهة الرباط سلا القنيطرة، يقول عبد الصمد سكال “أهمية كبرى”، مذكرا بمجموعة من اللقاءات التي عقدها خلال الأشهر الماضية مع رؤساء الجهات الموريتانية بمناسبة انعقاد الجمع العام للجمعية الدولية للجهات الفرنكفونية بالعاصمة السينغالية دكار، بالإضافة إلى مشاركته بصفته رئيسا لمنظمة الجهات المتحدة في منتدى دولي مهم تم عقده بنواكشوط بحضور رؤساء وولاة الجهات الموريتانية، إلى جانب إجرائه لمجموعة من المباحثات مع مسؤولين موريتانيين رفيعي المستوى، وكشف بأن هذه اللقاءات تم تتويجها باستقبال رؤساء سبع جهات موريتانية من قبل جمعية الجهات بالمغرب في أفق تدارس عقد شراكة بين جمعتي الجهات المغربية والموريتانية، مُجددا تأكيده على مواصلة التعاون والشراكة
وفي سياق متصل، أكد عبد الصمد سكال، رئيس جهة الرباط سلا القنيطرة بأن “القارة الإفريقية تتيح اليوم أكبر الفرص في النمو والاستثمار في العالم، بالنظر إلى حجم حاجياتها للتنمية ولأنها أيضا قارة ستشهد ارتفاعا في عدد السكان وما يتطلبه ذلك من تضاعف حاجياتهم كما أنها قارة تتوفر على مؤهلات طبيعية كبيرة جدا تستقطب استثمارات من كل دول العالم”.
إلى ذلك، دعا عبد الصمد سكال، إلى تسليط الضوء على التجارب الإفريقية الناجحة التي أضحت تشكل نماذج في الدمقرطة وتحقيق الصعود الاقتصادي، مشددا على إمكانية تجاوز الوضع الذي تعيشه بعض الدول الإفريقية وبلوغ الأهداف التي تتوق إليها الشعوب الإفريقية، وذلك من خلال الرهان على المستقبل، محملا المسؤولية لمدبري الشأن العام الذين من صميم وظيفتهم تحسين الوضع التعليمي وباقي الأوضاع، كما حمل المسؤولية للشباب الذين يملكون مستقبل أوطانهم بأيديهم وعليهم “استثمار الفرص المتاحة، للمساهمة في تسريع وتيرة التقدم ببلدانهم وذلك من خلال انخراطهم في اقتصاد المستقبل