كشف المفكر البحريني الدكتور نوح خليفة إن عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة دعم العلاقات الاقتصادية والثقافية بين المغرب والبحرين وانفتح على الإرث الحضاري الثقافي والاقتصادي للصحراء المغربية منذ بدايات استقلال البحرين.
وذكر أن الست سنوات الأولى من بعد استقلال البحرين شهدت تنسيق وانفتاح بين البحرين والمغرب في القضايا السيادية للبحرين والوطن العربي والمغرب كذلك شهدت أرض البحرين أول وأكبر المهرجانات المغربية الثقافية والاقتصادية المقامة في الخليج العربي.
ونوه نوح خليفة بافتتاح حمد بن عيسى آل خليفة ل”معرض المملكة المغربية التجاري”
عندما كان نائبا للأمير في الحادي عشر من مارس 1976 بالمنامة، وهو المعرض الذي نقل واقعا حيا من الإرث الحضاري الثقافي والاقتصادي بالمملكة المغربية وصحرائها وحضره الوزراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدون لدى البحرين وكبار موظفي الدولة ورجال الأعمال.
وأضاف في لقاء صحافي أن المعرض ضم نماذج من الصناعات الثقيلة والخفيفة والأدوات المنزلية والمنتجات الزراعية والغذائية والأزياء المغربية في المدينة وعلى تخوم الصحراء المغربية ومعرضا ضم لوحات فنية من المغرب تظهر مكانته كإحدى الدول المتقدمة في الثقافة والاقتصاد.
كما ذكر خليفة بدعم جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين لاحتضان البحرين “مهرجان الأيام المغربية” الثقافي والاقتصادي الذي عقد في التاسع عشر من مايو عام 1993، والذي يعتبر الأول من نوعه على أرض البحرين ومنطقة الخليج العربي والذي نقلت فعالياته مباشرة عبر إذاعة البحرين ونال اهتمام الإعلام والنخب السياسية البحرينية.
وأكد أن هذا المعرض حظي في نفس الوقت بدعم المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني الذي غمر بإقامة عدة معارض فتخولت التظاعرة الى مهرجان كبير ضم معرضا للكتاب والصناعات وفرقتين فنيتين إحداهما تضم عشرين فنانا من أفضل الفنانين التراثيين وفرقة مصغرة تضم خمسة فنانين قدموا مجموعة من اللوحات والرقصات الفنية الشعبية التراثية.
وأضاف خليفة أن تلك التظاهرة سخرت لها آنذاك كل الطاقات والامكانيات لنقل واقع حي من أرض المملكة وحضارتها إلى أرض البحرين وتكريس التمازج الثقافي بين الشعبين، حيث أمر جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني بتجهبز طائرتين لنقل كل ما يلزم المعرض ليتناسب مع ما بتوافر في المغرب من مقومات حضارية.
واكد نوح خليفة في ذات اللقاء بقوة الروابط بين عاهلي المملكتين صاحبي الجلالة محمد السادس ملك المملكة المغربية والملك حمد بن عيسى عاهل مملكة البحرين، وبقوة التنسيق والتعاون الثقافي في مجالات عديدة أبرزها المهرجانات الثقافية، مشيرا إلى استقبال ملك البحرين في ديسمبر 2003 وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي ورئيس منتدى أصيلة محمد بن عيسى وبحثه الإعداد لملتقى البحرين الثقافي خلال زيارته للبلاد لعقد اجتماع اللجنة المكلفة بالاعداد لملتقى البحرين الثقافي الأول بالتعاون مع منتدى أصيلة.
وأضاف أن اللقاء تضمن نقل تحيات صاحب الجلالة الملك محمد السادس وتمنيات جلالته للعاهل البحريني بموفور الصحة والسعادة ولشعب البحرين المزيد من التقدم والازدهار ومباركة جلالة ملك البحرين جهود اللجنة وما تشكله من إضافة جديدة الى رصيد الحركة الثقافية بين البلدين وما تتيحه من فرص للتعاون في المزيد من الفعاليات والبرامج الثقافية.
وأشاد خليفة الذي يستعد لإطلاق بحث علمي عن العلاقات الثقافية والاقتصادية بين البحرين والمغرب يعتبر الأول من نوعه بريادة البحرين في علاقاتها الثقافية والاقتصادية مع المملكة المغربية على المستوى التاريخي وما تشهده من تطور ونماء على المستوى الحديث في ظل دعم عاهلي المملكتين لكل ما من شأنه رفعة وازدهار وتقدم البلدين والشعبين الشقيقين.
وأكد في الوقت نفسه على أن الأرض خصبة لاحتضان البحرين مهرجانات أكبر تضم الإرث الحضاري الثقافي للصحراء المغربية وكذلك نقل واقع حي للنهضة الاقتصادية التي تشهدها الصحراء المغربية وكل أرجاء المملكة المغربية في ظل العلاقات الوثيقة التي تجمع عاهلي البلدين وحكومتيهما بما يدعم رفع مستوى العلاقات بينهما إلى مستويات متقدمة أرحب، ويعمق الروابط الثقافية والاقتصادية المعاصرة والمستقبلية.
واختتم الباحث البحريني لقاءه بإعلانه خوض مسارات جديدة فمسيرته الاكاديمية لخدمة الروابط الوثيقة بين البحرين والمغرب التي افتتحها منذ انخراطه بجامعة محمد الخامس كطالب دكتوراة عام 2013 واستمرت إلى الآن من خلال موقعه الأكاديمي بعد عودته للرباط كأستاذ بنفس الجامعة مضيفا أنه سيتجه لخدمة المسيرة الاقتصادية والثقافية البحرينية المغربية المشتركة ذات الامتدادات التاريخية الرائدة.
جدير بالذكر أن المفكر الدكتور نوح خليفة يستعد لخوض عامه الثاني بكلية علوم التربية بجامعة محمد الخامس بالرباط التي انخرط فيها كأستاذ منذ بدايات العام الماضي. وكان نوح خليفة قد تعهد عبر الصحف البحرينية والمغربية بخدمة الروابط التاريخية والمعاصرة للمملكتين.