الجمال هو قلب متلهب ونفس مفتونة مسحورة
هو الحياة بعينها مسافرة عن وجهها الطاهر النقي
“جبران خليل جبران”
ثمة إشارات للأشياء الجميلة الناطقة وهي خرساء، تفرض نفسها دائما بإلحاح …
مادام الوقوف على مدارجها في التساكن أو التجاور أو الإفصاح عن العلائق يقود إلى تقليد يتمنطق بروابط جمالية …
هذه الإشارات اللواحة في الأفق تدعونا ان نتلمس الطريق في محاولة القبض على بصيص من الضوء، وان تقبض على الضوء، فمعناه أن تسبر اغوار البصر والبصيرة وما بينهما من علاقة معرفية /حدسية. يختلط فيها الحسي بالعقلي من خلال بعد جمالي عربي مغربي …
إن كل تجربة هي محاولة …
ومحاولة الكتابة عن الذات، أو عن الخصوصية هي دعوة أمام تعدد المشارب والقناعات المعرفية، ب “أن تتوقف عن الوجود لكي تسلم لضيف آخر لا مهمة له ولا حياة إلا انعدام حياتك” .
وما دامت كل تجربة /رحلة تخطت لنفسها هدفا يتمثل في محاولة القبض على الضوء أو على الماء، أو تلوين الهواء. باعتبار هذه العناصر هي روح الحياة، فهي من تداعيات الإدراك وتنشيط الذاكرة.
وإذا كانت معرفة أسرار الضوء وكنه وخفايا الهواء خلاصة لرؤى وتجارب معرفية إنسانية مند بدء الخليقة، فالهواء روح الأشياء والماء أصلها والضوء كاشفها.