عبد المجيد رشيدي – اليوم تيفي
تعتبر الفنانة التشكيلية وجدان زولي، من التجارب الفنية الواعدة في التشكيل المغربي، فنانة عصامية تمضي بخطوات واثقة وتحمل مشعل الإبداع في أناملها الذهبية لكي تراه في لوحاتها، جسدت الجمال فى عملها الفني، حيث ارتبطت أعمالها ارتباط الروح بالجسد، ناشدت خطوطه وألوانه لكي تعلق الأمل والتفاؤل وتسير بأعمالها نحو العالمية.
أحبت وجدان الرسم بكل أشكاله منذ نعومة أظافرها، حيث كانت ترسم كل ما هو جميل لأنها تحب الجمال، فالرسم شكل محورا أساسيا في مسيرتها الفنية، وهو ما ميز رسوماتها التي أبدعتها الآن، كما أعطاها الرسم طابعا خاصا انفردت به عن غيرها.
تزخر لوحات الفنانة التشكيلية وجدان زولي بتلك الرؤى الإنسانية والجمالية العذبة التي تنساب بسلاسة عبر ثنايا أسلوبية اللون الأزرق الزاهي، فهي تغرف من طاقة إبداعية عفوية وتلقائية متمكنة في توظيف تقنيات الألوان الفاتحة على اللوحة، على أصول وقواعد حرفة التشكيل في خطابها الجميل تجاه مواضيع صادقة والتي تحتل سائر لوحاتها، وقدمت الفنانة، لوحاتها الجميلة بألوان من الخطوط في حالات متباينة بليغة الإشارات والدلالات، كما عملت على إحاطتها بأشكال من المفردات وعناصر مستمدة من الحياة.
تقول الفنانة وجدان: صراحة واجهت الكثير من الصعوبات والاحباط في بدايتي الفنية والتي لم تكن سهلة، لأنني بدأت من لا شيء، ولم أجد من يمسك بيدي ليرشدني سوى أمي، لكن طموحي جعلني أتحدى الجميع، كوني مغرمة بالرسم فعلاقتي باللوحة علاقة روحانية كالجسد والروح أعيش معها الحرية المطلقة بدون قيود، كما أننا نسافر معا إلى عالمنا الخاص المليء بالجماليات، كما أن حلمي تحقق بالتحاقي بكلية الطب والصيدلة بالرباط سنة 2021، ولعل هذا الحدث كان له دافع كبير في حياتي، حيث صار حلمي أن أصبح فنانة تشكيلية
وتضيف: في الواقع شغفي للرسم والتشكيل ليس وليد الأمس، بل منذ نعومة أظافري عندما كنت طفلة كنت أرسم ملامح الوجوه، وكانت هذه هي الفرصة آنذاك للتعبير عن ما يخالج صدري من أحاسيس، خصوصا العيون التي تعكس ما يشعر به صاحبها دون أن يدري ذلك، صراحة كنت أجد نفسي أستمتع بكل تلك التفاصيل وأحاول إتقانها قدر الإمكان.
وأوضحت وجدان، أن الرسم هو مؤنسها في وقت الشدة، فهي ترتمي في أحضانه كلما شعرت بالوحدة وكلما خاب أملها في العالم الذي من حولها.
وأبرزت الفنانة، أنه حتى بعد انقطاعها عن الرسم لسنوات طويلة بسبب معاناتها مع أمراض سيكوسوماتية (نفسية جسدية)، فهي ما إن تمسك بالفرشاة إلا وتشعر من جديد وكأنها لم تغادر يدها قط، أو بالأحرى كأنها امتداد لها، لكنها تعود وبذهنها تصورات جديدة للفن والعطاء.
وقالت: أنا الآن أرغب في مشاركة لوحاتي الفنية التي أحاول من خلالها إبراز جمال الاختلافات والعيوب إن صح نعتها بذلك، فالجمال لا يخضع إلى معايير محددة بل كل واحد منا ينفرد بسمات تضفي عليه رونقه الخاص به … بالإضافة إلى ذلك أسعى إلى أن أعبر من خلال فني عن مختلف المشاعر والحالات النفسية التي قد نمر منها كبشر، فلولا تلك الأوقات العصيبة والذكريات المريرة ما كنا لنشعر بلذة السعادة وحلاوتها، ولهذا قد يختلف تأويل لوحاتي من شخص لآخر باختلاف ذكرياته، ميولاته وتصوراته الفنية.
وبينت وجدان، أنها غالبا ما ترسم في أوقات الحزن لأن المشاعر التي تراودها آنذاك تكون صادقة وحقيقية نابعة من القلب، ومع ذلك فهي تستعمل ألوان البهجة والفرح، والتي توحي بأن من قلب الأحزان ينبعث الفرح.
الفنانة وجدان زولي، تمزج الألوان الفاتحة والألوان الشاحبة بغية تحقيق التوازن وإضفاء طابع واقعي على لوحاتها، معبرة بشكل غير مباشر على أنه لا توجد سعادة مطلقة وأن الأوقات العصيبة لابد من وجودها في الحياة فلولاها لن يكون للحياة طعم، فنانة تستعمل درجات ألوان متقاربة مع إضافة لمسات بألوان معاكسة لإحياء اللوحة وجعلها ساحرة.
الفنانة وجدان، فنانة زاوجت بين مفهومي العقلي والحسي ووظفتهما على نحو متقن، ستظل لوحاتها تجسيدا جماليا له خصوصياته، ومن شأنها بذلك أن ترقى بفنها إلى أبعد الحدود ولما لا العالمية.