بقلم الدكتور أسامة آل تركي
تحتفل الدولتين الكبيرتين المملكة العربية السعودية وجمهورية العراق بفتح الحدود البرية بين البلدين لمنطقة عرعر الحدودية، بعد انقطاع دام منذ عام 1991، حيث لم تفتح إلا مرة واحدة في عام 2002 عندما كانت أول مشاركة للمنتجات السعودية في معرض بغداد الدولي في عهد الرئيس صدام حسين، ولله الحمد نلت في ذلك الوقت شرف تنظيم الجناح السعودي، وقد أصدرت السلطات السعودية آنذاك قرارا بفتح المنفذ وكان مقرّرا أن يستمر ذلك لسهولة دخول البضائع السعودية، وتم توقيع عقود تجاوزت خمسمائة مليون يورو في إطار اتفاقية النفط مقابل الغذاء، وكان الإقبال على الجناح السعودي من قبل المواطنين العراقيين كبيرا جدا، ولمس الجميع ذلك الحب والترابط الذي يربط بين الشعبين الشقيقين.
ونحن الآن وفي ظل السياسة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظهم المولى، نجد السعي الكبير في تقوية العلاقات السياسية، وما تعيين وزير سعودي لدى الحكومة العراقية إلا دلالة على الرفع من العلاقات بين البلدين من جميع النواحي الإجتماعية والإقتصادية، وإن شاء بنك سعودي عراقي من أجل دعم الصادرات السعودية والاستثمار وماتقدمه السلطات العراقية من فرص متاحة في جميع القطاعات وخاصة كردستان العراق الذي يشهد نموا كبيرا وفرص متنوعة ومتعددة وتسهيلات في دعم الإستثمار وأيضا التجارة بين البلدين.
لقد كان العراق دائما ولازال سوقا كبيرا يحتاج إلى تنمية في جميع المجالات، وهي فرصة لجميع القطاعات بالسعودية والآن مع افتتاح المعبر سوف تقوى العلاقات التجارية بشكل عام والزيارات الدينية بشكل خاص.
نتمنى أن نرى في القريب العاجل نتيجة هذا التحرك الذي يليق بحجم البلدين الشقيقين ومكانتهم الكبيرة في العالم العربي.