تزامنا واحتفالات الشعب المغربي بالذكرى الثالثة والعشرين لتربع جلالة الملك على عرش أسلافه المنعمين، وتخليدا لعيد الشباب المجيد، وتتمة للعمل التأطيري و التوعوي الذي تقوم به حكومة الشباب الموازية ووعيا من شباب المبادرة بأهمية النقاش العمومي حول قضايا السياسات العمومية وفي إطار التنسيق المشترك مع المعهد المغربي للسياسات التنموية، أصدرت المؤسستين الشبابيتين كتابا جماعيا بعنوان: “الشباب المغربي وقضايا الوطن”.
الكتاب هو ثمرة مجهود جماعي لمجموعة من الشباب الباحثين والفعاليات المهتمة بالشأن السياسي والشبابي بغاية المساهمة في النقاش الوطني حول مجموعة من القضايا المطروحة على الساحة السياسية الوطنية خلال السنتين السابقتين والتي طغت عليها جائحة كورونا وما تلاها من آثار على مستويات عدة اجتماعية واقتصادية.
الكتاب الجماعي أعاد طرح قضايا راهنية عكست مستوى اهتمامات الشباب المغربي بالسياسات العمومية والترابية من خلال زوايا التحليل المتعددة الجوانب التي تأثرت بشكل كبير بالوضعية الوبائية لفيروس كورونا، بحيث يشكل الكتاب مرجعية علمية شبابية تدل على الالتزام العلمي والسياسي لمجموعة من الشباب، الذين تناولوا العديد من المحاور المركزية ذات الصلة بالسياسات العمومية خصوصة تدبير أزمة وباء كورونا، ويحاول أن يطرح الشباب الباحث أجوبة علمية عن بعض الاكراهات التي عاشها المغاربة خلال السنتين الفارطتين، حيث تسعى مقالات الباحثين إلى تفكيك بعض قضايا الوطن في علاقتها بالمنظومة الوطنية والدولية، كتناول سؤال جوهري حول هل سيؤدي تفشي فيروس كورونا إلى ميلاد نظام عالمي جديد؟ وأيضا ملف أزمة الدولة في ظل العولمة، كما ينتقل الكتاب للخوض في بعض القضايا ذات العلاقة بالاعلام لمابعد الجائحة ويناقش في ذات الوقت وضعية الشباب المغربي وتحديات المرحلة ، وأيضا يطرح مواضيع من قبيل الحاجة إلى البحث العلمي والتطوير في زمن الجائحة، هذا ويقف الباحثين عند التواصل الحكومي خلال أزمة الكوفيد وكذا موقع الرقمنة بعد الجائحة، إلى جانب تداعياتها الاقتصادية.
وتسعى مقالات الباحثين من خلال هذا العمل الجماعي الذي قام بتنسيق وتجميع وإعداد محاوره كل من الأستاذ إسماعيل الحمراوي، رئيس حكومة الشباب المغربية و الدكتورة فتيحة الطالبي رئيسة المعهد المغربي للسياسات التنموية، إلى طرح بعض الأفكار النظرية من خلال تحليل الوقائع االسياسية والاقتصادية والاجتماعية من زواية متفرقة وبمنهجيات علمية واضحة ويجتهد في تقديم بعض الحلول الممكنة لتجاوز الاختلالات التي واجهت المغرب في سياق أزمة غير مسبوقة تداعياتها مستمرة وقابلة للتزايد خلال السنوات المقبلة.
المساهمين في كتاب الشباب المغربي وقضايا الوطن لم يغفلوا أفاق النموذج التنموي المنشود وقدرته على تقديم أجوبة سياسية واقتصادية واجتماعية تقطع مع الاعطاب البنيوية التي يعرفها المغرب.
وفي تصريح لإسماعيل الحمراوي، مؤسس حكومة الشباب الموازية، أكد أن مغرب اليوم في الحاجة لكفاءات تقدم أفكارا للوطن وتساهم في رفع الوعي والادراك بالمواطنة الحقة، وتكون بذلك كفاءات مواطنة لها حرقة تجاه تنمية المملكة، من خلال الاسهام الإيجابي في خلق ديناميات اجتماعية منتجة وواعية، كل الوعي، بقيم ومقومات الوطن. كما يضيف الحمراوي، قد نشعر، في أوقات، بقلق تجاه تدبير سياساتنا العمومية وطريقة تنزيلها من خلال برامج عمل، لكن هذا لا يجب أن ينسينا أننا في وطن يحتاجنا بالنقد الإيجابي كما في تقديم الإقترحات والبدائل، بحيث يجب أن نكون قادرين على التمييز بين التدبير المؤسساتي للحكومات المتعاقبة وبين الروح الوطنية التي تحتاج، اليوم، إعطائها نفسا قويا في أوساط الشباب المغربي بشكل خاص والمواطن بصفة عامة، وما هذه المساهمة الجماعية كمثال حي لوعي الشباب بقضاياهم، وهذا ما تصبو له المؤسستين حكومة الشباب الموازية والمعهد المغربي للسياسات التنموية عبر تفكير جماعي مواطن.
من جانبها أكدت الدكتورة فتيحة الطالبي رئيسة المعهد المغربي للسياسات التنموية، أن الكتاب الجماعي هو ثمرة اشتغال سنة بين حكومة الشباب والمعهد من خلال إتاحة الفرصة للشباب الباحثين على الخوض في قضايا الوطن وتناولها من زوايا متعددة، كما أن طموحنا هو استمرارية هذا العمل المشترك كما هو حال العمل المتميز الذي تقوم به مؤسسة حكومة الشباب الموازية و المعهد من خلال برامجهما العلمية المتنوعة. وأضافت الدكتورة الطالبي، يحق لنا أن نفتخر بشبابنا بوعيه بقضايا المغرب وادراكه الجيد بمسؤولياته المستقبلية، وهذا ما يجب أن نشتغل عليه جميعا.. سنسعى للعمل بجد وبكل أمانة حتى نساهم معا في تحقيق النموذج التنموي الجديد و الوصول لمغرب الغد الذي نطمح له جميعا لإعطاء المغاربة المكانة التي يستحقونها.
تجدر الإشارة أن الكتاب يتضمن مساهمة مجموعة من الشباب الباحثين والمختصين في قضايا مختلفة، سهرت لجنة علمية تتكون من دكاترة في مختلف التخصصات على اختيار كل المواضيع والمقالات المقترحة، بالإضافة لمساهمتهم الشخصية بمقالات علمية لإغناء المؤلف الجماعي.