بمناسبة اليوم العالمي للمحيطات،
الأمين العام أنطونيو غوتيريس
يدعو إلى اتخاذ إجراء ات عاجلة ، بشكل جماعي ، لإنعاش المحيطات من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة وأهداف اتفاقية باريس.
في الشهر الماضي، كشفت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن أربعة مؤشرات مناخية رئيسية قد تجاوزت أرقاما قياسية جديدة في عام 2021، وهي: ارتفاع مستوى سطح البحر؛ وحرارة المحيطات؛ وتحمُّض المحيطات؛ وتركيزات غازات الدفيئة. ومن الواضح أن الأزمات الثلاثية المتمثلة في تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي والتلوث تهدد صحة محيطاتنا، التي نعتمد عليها جميعا في نهاية المطاف.
وتنتج المحيطات أكثر من 50 في المائة من أكسجين الكوكب وهو المصدر الرئيسي للرزق لأكثر من بليون شخص. وتوظف الصناعات القائمة على المحيطات نحو 40 مليون شخص. ومع ذلك، فإن الأنشطة البشرية تقوض موارد المحيطات والتنوع البيولوجي. ويجري صيد ما يزيد على ثلث الأرصدة السمكية في العالم بمستويات غير مستدامة بيولوجيا. وقد دُمِّرت نسبة كبيرة من الشعاب المرجانية. ووصل التلوث بالمواد البلاستيكية إلى أبعد الجزر وأعمق خنادق المحيطات. والمناطق الساحلية الميتة بسبب التلوث البري آخذة في الازدياد.
وقد حان الوقت لندرك أنه لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وأهداف اتفاق باريس بشأن تغير المناخ، فإننا نحتاج بشكل عاجل إلى عمل جماعي لإنعاش المحيطات. وهذا يعني إيجاد توازن جديد في علاقتنا مع البيئة البحرية. ويعني ذلك العمل جنبا إلى جنب مع الطبيعة، وليس ضدها، وبناء شراكات شاملة ومتنوعة عبر المناطق والقطاعات والمجتمعات للتعاون على نحو خلاق بشأن إيجاد حلول للمحيطات.
وقوة الدفع آخذة في الازدياد. ففي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، أقر مؤتمر غلاسكو بشأن تغير المناخ بدور النظم الإيكولوجية البحرية في تحقيق الأهداف المناخية العالمية. وفي آذار/مارس، اتفقت البلدان على العمل معا لإبرام معاهدة جديدة بشأن إنهاء التلوث بالمواد البلاستيكية، الذي يهدد البيئة البحرية. وفي وقت لاحق من هذا الشهر، سيركز مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالمحيطات في لشبونة على توسيع نطاق العمل القائم على العلم والابتكار من أجل تحقيق الهدف 14 من أهداف التنمية المستدامة. وتتواصل المناقشات بشأن اتفاق جديد يُعنى بحفظ التنوع البيولوجي البحري واستخدامه المستدام في المناطق الواقعة خارج نطاق الولاية الوطنية.
وإن ضمان محيطات سليمة ومنتِجة هو مسؤوليتنا الجماعية، التي لا يمكننا الوفاء بها إلا من خلال العمل معا. وفي هذا اليوم العالمي للمحيطات، فإني أحث جميع من لديهم مصلحة في صحة المحيطات على أن ينظموا صفوفهم لإنعاش بحارنا ومحيطاتها