في أول خطاب له بعد جلوسه على العرش، تحدث الملك إلى الشعب المغربي في 30 يوليوز 1999، وقال إن السياسة الداخلية للبلاد ستتشبث بنظام الملكية الدستورية والتعددية الحزبية والليبرالية الاقتصادية وسياسة الجهوية واللامركزية وإقامة دولة الحق والقانون وصيانة حقوق الإنسان والحريات الفردية والجماعية وصون الأمن وترسيخ الاستقرار للجميع.
وعبر جلالة الملك عن طموحه آنذاك بالقول: “إننا نطمح إلى أن يسير المغرب في عهدنا قُدماً على طريق التطور والحداثة وينغمر في خضم الألفية الثالثة مسلحا بنظرة تتطلع لآفاق المستقبل في تعايش مع الغير وتفاهم مع الآخر محافظا على خصوصيته وهويته دون انكماش على الذات في كنف أصالة متجددة وفي ظل معاصرة ملتزمة بقيمنا المقدسة”.
كما أعلن أنه سيُولي عنايةً لمشكلة الفقر، حيث قال إن “بعض أفراد شعبنا يعاني منه وسنعمل بمعونة الله وتوفيقه على التخفيف من حدته وثقله. وفي هذا الصدد كان والدي رحمه الله قد شرفني بقبول اقتراح إنشاء مؤسسة اختار لها من بين الأسماء مؤسسة محمد الخامس للتضامن تهتم بشؤون الفقراء والمحتاجين والمعوقين عاهدنا أنفسنا على تفعيل دورها وإحاطتها بكامل الرعاية والدعم”.
وبعد مرور عقدين من الزمن ودخول المغرب الألفية الثالثة، تبدو المملكة أكثر تطوراً وحداثة