يحتضن مقر الأمم المتحدة إحياء اليوم الدولي لحفظة السلام التابعين للأمم المتحدة يوم الجمعة، 24 مايو 2019. ويضع الأمين العام أنطونيو غوتيريش بالمناسبة إكليلا من الزهور تكريما لجميع حفظة السلام التابعين للأمم المتحدة الذين فقدوا أرواحهم منذ عام 1948 كما يرأس مراسم منح “ميدالية داغ هامرشولد” بعد الوفاة لـ 119 من أفراد الجيش والشرطة والمدنيين لحفظ السلام فقدوا أرواحهم سنة 2018 وأوائل 2019.
وسيكون من ضمن المكرمين ب «ميدالية داغ هامرشولد” بعد الوفاة جندي حفظ السلام المغربي العريف أول رشيد أبرقي الذي فقد حياته أثناء خدمته مع بعثة الأمم المتحدة المتكاملة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية أفريقيا الوسطى (MINUSCA) في أبريل 2018.
و يعد المغرب ضمن أكبر البالدان المساهمة في عمليات حفظ السلام الأممية و يحتل الرتبة الثالثة عشر ضمن البلدان المساهمة بقوات حفظ السلام. و يعمل حاليا حوالي 1400 من قوات حفظ السلام المغربية في عمليات الأمم المتحدة في جمهورية أفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديمقراطية
وخلال مراسم خاصة، سيمنح الأمين العام “ميدالية النقيب إمباي ديانج للشجاعة منقطعة النظير” بعد الوفاة للجندي شانسي شيتيتي من ملاوي. و قد سميت الميدالية باسم أحد حفظة السلام السنغاليين قتل في رواندا سنة 1994 بعد إنقاذ عدد لا يحصى من المدنيين. وهذه هي المرة الأولى التي تمنح فيها الميدالية منذ تقديمها الافتتاحي لعائلة النقيب ديانج تشريفا له سنة 2016.
خدم الجندي شيتيتي مع بعثة الأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية (MONUSCO) وقتل العام الماضي أثناء إنقاذ زميله من قوات حفظ السلام من تنزانيا الذي أصيب بجروح بالغة خلال عملية ضد القوات الديمقراطية المتحالفة كانت تهدف لوقف الهجمات على المدن المحلية ومنع تعطيل عمليات مكافحة فيروس إيبولا. وقد نجا رفيقه وساعدت بطولة وتضحية الجندي شيتيتي حفظة السلام على تحقيق هدفهم في حماية المدنيين وإجبار قوات الديمقراطية المتحالفة على الانسحاب من المنطقة. وستتسلم عائلة الجندي شيتيتي الميدالية باسمه خلال إحياء يوم حفظة السلام في نيويورك.
وفي رسالة فيديو إحياءا ليوم حفظة السلام، قال الأمين العام : “اليوم نكرم أكثر من مليون رجل وامرأة عملوا كحفظة سلام تابعين للأمم المتحدة منذ أول مهمة لنا في سنة 1948. إننا نتذكر أكثر من 3800 من الأفراد الذين لقوا حتفهم. ونعرب عن عميق امتناننا لموظفي حفظ السلام المدنيين والعسكريين الذين يبلغ عددهم 100000 منتشرين في جميع أنحاء العالم اليوم وللبلدان التي تساهم بهؤلاء الرجال والنساء الشجعان والمتفانين. “
و تحي الأمم المتحدة اليوم العالمي لحفظة السلام هذه السنة تحت عنوان “حماية المدنيين، حماية السلام”. وفي رسالته، قال الأمين العام: “هذا السنة تحيي الأمم المتحدة مرور 20 عامًا منذ أن كلف مجلس الأمن لأول مرة إحدى بعثات حفظ السلام بولاية حماية المدنيين. فحفظة السلام يحمون الرجال والنساء والأطفال من العنف يوميا، وكثيرا ما يعرضون أنفسهم لمخاطر جسيمة أثناء القيام بذلك”.
وقال جان بيير لاكروا ، وكيل الأمين العام لعمليات السلام : “تنتشر عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام في بعض أكثر الأماكن تعقيدًا وصعوبة ، و تحمي بعض أكثر المناطق ضعفًا في العالم. إننا نعمل في شراكة مع الدول الأعضاء لتنفيذ مبادرة عمل الأمين العام من أجل حفظ السلام لتعزيز حفظ السلام، بما في ذلك تحسين كيفية حماية المدنيين، التي تقع في صميم عملنا. إن حفظ السلام هو الأمل الأخير بالنسبة لمئات الملايين وهو بحاجة إلى كل دعمنا”.
وقد أنشأت الجمعية العامة اليوم الدولي لحفظة السلام التابعين للأمم المتحدة سنة 2002 لتكريم جميع الرجال والنساء العاملين في حفظ السلام، ولتكريم ذكرى من فقدوا منهم حياتهم في سبيل السلام. وحددت الجمعية العامة يوم 29 مايو يوما دوليا لحفظة السلام التابعين للأمم المتحدة فهذا التاريخ يصادف اليوم الذي بدأت فيه أول بعثة لحفظ السلام تابعة للأمم المتحدة وهي هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة (UNTSO) عملياتها في فلسطين سنة 1948.
و فيما تحي الأمم المتحدة الذكرى بمقرها يوم 24 مايو فإن بعثات الأمم المتحدة ومكاتبها حول العالم يحي اليوم الدولي لحفظة السلام التابعين للأمم المتحدة يوم 29 ماي