توفي يوم أمس في العاصمة القطرية الدوحة، عباسي مدني قائد وأحد أبرز مؤسسي الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر، عن عمر ناهز 88 عاما
وقضى الراحل الشيخ عباسي مدني حياته مناضلا في صفوف الحركة الوطنية الجزائرية لمقاومة الاحتلال الفرنسي حتى الاستقلال ثم واصل النضال من خلال العمل السياسي إلى أن أسس رفقة صديقيه علي بلحاج وهاشمي سحنوني جبهة الإنقاذ ذات المرجعية الإسلامية سنة 1988التي يعد أبرز مؤسسيها وزعيمها حتى وفاته
قاد الشيخ عباسي الحركة الإسلامية الجزائرية( الجبهة الإسلامية للإنقاذ) المعروفة في الجزائر باسم “الفيس إلى اكتساح انتخابات يونيو 1990 حيث فازت الجبهة الإسلامية بالأغلبية في مجالس البلديات والولايات في أول اقتراع تعددي تشهدهالجزائرمنذ استقلالها في 1962
وعلى إثر أحداث يونيو 1991 الدامية التي عرفتها الجزائر، تم اعتقال عباسي مدني بأمر من الجنرال خالد نزار وزير الدفاع الجزائري آنذاك، حيث قام العقيد براهيمفضيل شريفبتكليف وحدة مظلات مرفوقة بعناصر منمجموعة التدخل الخاصة(GIS) بتطويق مقرات الجبهة الاسلامية للإنقاذ واعتقلوا عباسي مدني وبعض أنصار الجبهة
وعلى الرغم من اعتقال زعيميها فازتالجبهة الإسلامية للإنقاذبالجولة الأولى من الانتخابات التشريعية التي جرت في 21 ديسمبر 1991. ولكن إلغاء هذه الانتخابات من جانب الجيش فجّر العنف في الجزائر. وقد سقط أكثر من مائة ألف قتيل حسب حصيلة رسمية ونحو 150 ألف حسب تقديرات الصحافة في أعمال العنف تلك . في 16 يوليو 1992 حكمت عليه المحكمة العسكرية فيالبليدةرفقةعلي بلحاجبالسجن 12 سنة بعد إدانته بـ”ارتكاب جرائم ضد أمن الدولة
في الثاني من يوليو 1997، أُطلق سراح عباسي مدني بعد اتفاق الهدنة بين السلطة والجيش الإسلامي للإنقاذ غير أن وزير الداخلية آنذاك مصطفى بن منصور قرر فرض الإقامة الجبرية عليه بعد أن وجه رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان يخبره فيها أنه مستعد للمساهمة في إعادة السلم في الجزائر بالإضافة إلى إدلائه بسلسلة من التصريحات لوسال الاعلام.ففرضت عليه الإقامة الجبريّة بيت والده الواقع بحي بلوزداد ابتداءاً من 1 سبتمبر 1997
في 21 أغسطس 2003، غادر عباسي مدني العاصمة الجزائرية متوجها إلى الدوحة لإجراء فحوص طبية بعد أن تدهورت حالته الصحية وبقي هناك إلى أن وافته المنية عصر أمس. وبعد صلاة الجمنازة بمسجد الشيخ محمد بن عبدالوهاب بالعاصمة القطرية الدوحة، سينقل جثمانه إلى الجزائر ليوارى الثرى في مسقط رأسه
من مواقف الشيخ عباسي مدني أنه كان وحدويا وشموليا في نظرته للمغرب العربي ويعتز بالأخوة بين الأشقاء في بلاد المغرب العربي، وقال لي في تصريح ودي أنه كان يسعى في حال وصول الجبهة غلى السلطة أن يعمل على إعادة العلاقات بين المغرب والجزائر