تقرير عن اللقاء الفكري مع الفيلسوف د.محمد سبيلا حول “ماهية الأنوار” والذي نظمته النقابة المغربية للفنانين التشكيليين المحترفين بدعم من وزارة الثقافة والاتصال- قطاع الثقافة وذلك يوم الجمعة 19ابريل 2019 بقاعة محمد الفاسي بالرباط على الساعة 6 مساء .
بموازاة مع معرضها التشكيلي الوطني، وبتساوق مع موضوعته المرتبطة “بأيادي النور ” ،نظمت النقابة المغربية للفنانين التشكيليين المحترفين لقاء فكريا مع الفيلسوف المغربي د. محمد سبيلا حول موضوع ” ماهية الأنوار ” ، بحضور نوعي لجانب كبير من الباحثين والأساتذة ، فضلا عن صفوة من الفنانين والمثقفين والإعلاميين .افتتح اللقاء بكلمة ترحيبية لرئيس النقابة المغربية سيدي محمد المنصوري الإدريسي ذكر فيها ببواعث الاهتمام بسؤال الأنوار و بعلاقته الجدلية بموضوعة معرض “أيادي النور “. وفي تقديمه لضيف اللقاء ذكر الباحث الجمالي د.محمد الشيكر بالبعد الاستعاري لتيمة الأنوار في الفكر الحداثي، وشدد على أهميتها لتجنب كل مظهر من مظاهر التصدع في الوعي أوالشرخ في رؤية الذات والعالم والٱخر. فيما اتجه المفكر الدكتور محمد سبيلا في تعاطيه مع موضوعة الأنوار إلى الإلماع إلى ملمحها الدلالي المركب الذي يترواح بين مرجعيتين : عرفانية روحية وعقلانية نقدية ، و يتوزع بين حقلين تداوليين فيزيائي وفلسفي .وفي توقفه عند استعارة الأنوار في الفلسفة الغربية الحديثة ألمع محمد سبيلا إلى أن فلسفة الأنوار تجد مناطها في نقد السلطتين التقليديتين الروحية والزمنية، وتنهض كبراديغم فكري على الاحتفاء بالعقل وإعمال النقد والإقرار بالتسامح ووحدة النوع البشري وتقدم التاريخ ،وذلك ضدا على هيمنة النسقين الإكليروسي والاستبدادي. وقدم المفكر محمد سبيلا نماذج فلسفية وعلمية من الفكر الأنواري كفولتير وروسو وكوندورسي ومونتيسكيو وكانط الذي اتخذه أنموذجا من خلال التوقف مليا عند مقالته الشهيرة ” ما هي الأنوار ؟” .ولم يكتف محمد سبيلا بتشريح بنية الفكر الأنواري، بل انصرف أيضا إلى بيان معاطبه ،من خلال التوقف عند جملة من الانتقادات التي وجهت إليه من قبل الفكر الرومانسي ومن طرف أعضاء حلقة فرانكفورت و مجموع الحساسيات الإيكولوجية والمنازع الأنثربولوجية ،إضافة إلى كل من النقدين النتشي والهايدغري .وبخصوص علاقة المغاربة بالأنوار ، ذكر الدكتور محمد سبيلا بوجود ملامح أنوارية مغربية جنينية بدأت تعي ذاتها ، وشرعت في التكشف إبداعيا وجماليا ،كما أخذت تتسلل إلى الممارسة الحقوقية والمدنية، و اعتبر المحاضر أن نموذج الفكر التنويري المغربي يظل بلا منازع هو المفكر عبد الله العروي. وفي نهاية اللقاء قدم الفنان الانطباعي المتميز الحبيب لمسفر لوحة فنية جميلة للمفكر محمد سبيلا .