بعد عقدين من الزمن تقريبا، حيث عرض إبداعاته في الدورة الأولى لمهرجان بني عمار زرهون، سنة 2001، يعود الفنان عبد الجبار بلشهب، ليعرض جديد منتوجاته بقصبة بني عمار زرهون على أبناء القصبة وزوارها. يشتغل الفنان على المواد الطبيعية من طين وخشب وأوراق أشجار ونباتات جافة ليبدع “إيقاعاته النباتية”. ويستخرج منها العديد من التحف والديكورات الفنية الجميلة.
كانت عودته بمعرضه الجديد إلى مسقط رأسه بعد طول غياب، مناسبة لإطلاع الأجيال الجديدة على أهمية الاشتغال على “متلاشيات” الطبيعة وأشيائها التي تبدو للوهلة الأولى بلا فائدة، ويعطي للمتحلقين حوله مثالا نموذجيا بالمكنسة التقليدية أي “الشطابة” المصنوعة من الدوم، حيث يذكر أن هذا الشيء لا يذكر إلأ مقرونا بالأزبال والنفايات، فالمكنسة يتم ركنها وراء الباب في وضع هامشي، كلما انتهينا من كنس أرضية المنزل. لكن الطريقة التي يقدمها بلشهب للجمهور تختلف كثيرا، حيث يحولها إلى تحفة للزينة والديكور لا تختلف عن أي لوحة فنية أخرى، وبهذه الطريقة يمكن انتشال الكثير من الأشياء من وضعها الهامشي وتحويلها إلى تحفة تزين جدران البيوت.