أجمعت الصحافة الأردنية على أن لقاء الملك محمد السادس بملك الأردن عبد الله الثاني، الذي ألغى زيارة له كانت مقررة إلى رومانيا، ردا على موقف هذه الأخيرة من القدس المحتلة، هو تعبير سديد عن مدى الاهتمام الكبير لقائدي البلدين بالقضايا العميقة للبلدان الإسلامية والعربية.
واعتبرت عقد الزعيمين العربيين مباحثات للتنسيق والتشاور منذ أمد حيال قضايا العربية بالمنطقة، أربعة أيام قبل انعقاد القمة العربية السنوية بتونس، المرتقبة الأحد المقبل 31 مارس 2019، هو دلالات سياسية كبيرة وعميقة، تتعلق أساسا بالظرفية الراهنة التي تعيشها المنطقة العربية، وفي مقدمتها قضية فلسطين والقدس الشريف.
وتمنت الصحافة الأردنية بكل أطيافها الرسمية والمستقلة، الورقية والالكترونية، هذه العلاقة التاريخية، من خلال مواقفهما الموحدة، إزاء العديد من القضايا العربية خاصة، و المطروحة في العديد من المحافل الدولية والإقليمية، سواء داخل أروقة الأمم المتحدة، أو على مستوى جامعة الدول العربية، أو في العلاقات الثنائية.
وأشارت كل المنابر الإعلامية الأردنية إلى أن هذه الزيارة التي قام بها الملك عبدالله الثاني، في هذه الظرفية الحالية، المشحونة بالعديد من الصراعات والحسابات السياسية، من أجل إجراء مباحثات مع الملك محمد السادس، هي استمرارا للتنسيق والتشاور التاريخي القائم بين البلدين حيال قضايا المنطقة، لأزيد من 50 سنة، خصوصا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والقدس ودعم الشعب الفلسطيني في نيل حقوقه المشروعة، وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشرقية.
وفي موضوع سوريا أشارت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية، أن الملكان يؤكدان على ضرورة وجود دور عربي فاعل وتكاتف الجهود لإنهاء الأزمة السورية، عبر حل سياسي، وفق قرار مجلس الأمن رقم 2254، يقبله السوريون ويحفظ وحدة سوريا وتماسكها، ويعيد لسوريا أمنها واستقرارها ودورها في منظومة العمل العربي المشترك، ويوجد الظروف الكفيلة بعودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم ليسهموا في إعادة إعماره.
وبشأن العراق سجلت الصحافة الأردنية المستقلة، اهتمام القائدان العربيين، تعبيرهما عن الارتياح بالانتصار الذي حققه العراق، بتضحيات كبيرة لقواته، على تنظيم “داعش” الإرهابي، وأكدا وقوف الأردن والمغرب إلى جانب البلد العراق في عملية إعادة الإعمار وتثبيت الاستقرار والنماء.
وعن دور البلدين في الوضع الجديد على مستوى الأرض، تطرقت الصحافة الأردنية الوقية بالخصوص، إلى ما بات يعرف “بصفقة القرن”، وإلى موضوع نقل الولايات المتحدة الأمريكية لسفارتها لدى تل أبيب، إلى القدس، وما تلاه من تنقيلات لدول أخرى لسفاراتها في إسرائيل إلى القدس، معتبرة أن مسؤولية المغرب والأردن في فلسطين مسؤولية تاريخية، وبالتالي فإن الإدانة، هو الموقف الذي يتم التعبير عنه، وهو الموقف الطبيعي، لكن اليوم هناك حاجة إلى انبثاق جبهة جديدة انطلاقا من المسؤوليات المشتركة للبلدين في فلسطين.
ومن جهتها عبرت أقلام وكتاب أردنيين، عقب انتهاء زيارة ملك الأردن عبد الله الثاني وما تلاها من مباحثات رسمية، أن العلاقات التي تجمع بين المغرب والأردن هي علاقات استراتيجية وتاريخية متينة وليست بالجديدة، مشيرة إلى أن المملكة المغربية والمملكة الأردنية الهاشمية تربطهما كذلك علاقة عائلية و مؤسساتية منذ زمن، و أن التعاون السياسي بين البلدين، سينعكس بالإيجاب على الجانب الاقتصادي، خاصة أن هناك مجموعة من المؤشرات تدل على العلاقات الاقتصادية البينية لا ترقى بعد إلى مستوى العلاقات السياسية، لهذا وجب النهوض بمستوى التبادل والاقتصادي والتعاون في مجالات الاستثمار والتنمية بين البلدين بشكل الذي يخدم مصلحة البلدين كما يجب التفكير في صيغ جديدة اقتصادية وتجارية قادرة على الرفع من قيمة البلدين اقتصاديا في المنطقة العربية.
و تجدر الإشارة إلى أن الملك محمد السادس، يترأس لجنة القدس المنضوية تحت لواء منظمة التعاون الإسلامي، فيما تشرف الأردن على الأوقاف الإسلامية والمسيحية بمدينة القدس