ندوة علمية
“المسرح بين المشرق والمغرب، المواكبة والتحولات”
الندوة تفتح أبواب المستقبل على مسائل التأثر والبحث والتكوين وتقنين المهنة
بحضورممثلة وزير الثقافة والاتصال والسيد عمدة مدينة وجدة والسيدة ممثلة وكالة الجهة الشرقية. والسيد المنسق العام لتظاهرة وجدة عاصمة الثقافة العربية لسنة 2018،والسيد المدير الجهوي لوزارة الثقافة بجهة المشرق والسيد ممثل جامعة محمد الأول، وجمع من رجالات المسرح من فنانين ومفكرين ونقابيين، إضافة إلى طلبة كلية الآداب والعلوم الإنسانية في وجدة، وفي إطار تظاهرة وجدة عاصمة الثقافة العربية 2018، نظمت الهيئة العربية للمسرح ووزارة الثقافة والاتصال بالمملكة المغربية ندوة فكرية بعنوان “المسرح بين المغرب والمشرق، المواكبة والتفاعلات” وذلك يومي الثلاثاء والأربعاء 5 و 6 مارس 2019
شهدت الجلسة الافتتاحية إلقاء السيدة رتيبة ركلمة كلمة وزارة الثقافة والاتصال والتي قالت فيها:
“نتقاسم مع الهيئة العربية للمسرح فرحة اللقاء بنخبة من الدكاترة والباحثين والمبدعين العرب الذين جاؤوا للاحتفاء والمشاركة في فعاليات وجدة عاصمة الثقافة العربية 2018 في الندوة التي تجمع خيرة الباحثين… وزارة الثقافة والاتصال لم تدخر جهداً في تسخير كل ما بوسعنا لخدمة المسرح المغربي الذي يشهد طفرة نوعية، فقد احتل الباحثون المغاربة المراتب الأولى في مسابقات البحث العلمي التي أجرتها الهيئة خلال السنوات الثلاث الماضية، واحتلت العروض تتويجين من أصل ثلاثة في جائزة القاسمي خلال نفس الفترة.
بهذه المناسبة لا بد من الإشارة إلى اعتزازنا بالشراكة بين الوزارة والهيئة العربية للمسرح التي أسفرت عن عدد من الإنجازات نفتخر بها جميعاً، نخص من بينها المهرجان الوطني لهواة المسرح، ومركز التوثيق الوطني الذي خصصت له الوزارة هذه السنة أكثر من مليون درهم من أجل إخراجه إلى حيز الوجود وجعله وجهة لا محيد عنها للباحثين المسرحيين ومن أجل حفظ الذاكرة المسرحية، وفي نفس السياق تنكب الوزارة على إنجاز الدراسة الأولية لإحداث مركز للفنون الأدائية وفنون العرائس بالتعاون مع الهيئة.
وألقى السيد غنام غنام كلمة الهيئة العربية للمسرح وهذه مقتطقات مما جاء فيها:
لقد كان اللقاء في افتتاح وجدة عاصمة للثقافة العربية في أبريل الماضي بوابة مشرعة على الإنجاز، فلم تكن الندوة هذه فقط هي ما نتج عنه، بل ذلك المهرجان الوطني الذي أعاد مسرح الهواة إلى الحياة والواجهة، من خلال تنظيم المهرجان الوطني لهواة المسرح، والذي كان مثالاً رائعاً للتنظيم والنتائج، وساهم في تفعيل المشهد في كافة الولايات، وإننا إذ نحيي ذلك النجاح لمهرجان نظمته الهيئة العربية للمسرح ووزارة الثقافة والاتصال في دورته الأولى بمراكش، لنحيي التوجه الثاقب الرؤية بتنظيم دورته الثانية بنفس روح التعاون المثمر.
كما اسمحوا لي أن أحيي معالي وزير الثقافة على الخطوة الإيجابية الكبيرة التي تمثلت باستعداد وقرار دعم “مشروع توثيق المسرح المغربي” هذا المشروع الذي وقعت الهيئة العربية للمسرح والنقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية” اتفاقية تنفيذه، ليأتي قرار الوزارة داعماً ومؤكداً أهمية التعاون.
وسيكون هذا المشروع جزءاً مهماً من جهود مركز التوثيق العربي الذي أبدت الوزارة مشكورة استعدادها لإنشائه كجناح ضمن مشروعها بإنشاء مركز مغربي للتوثيق المسرحي، بحيث يكون الجناح العربي في خدمة مشروع التوثيق العربي الذي تسعى وتعمل عليه الهيئة العربية للمسرح.
إننا إذ نشكر تلبيتكم للمشاركة في أعمال الندوة وإثراء محتواها، فإننا نأمل أن يبقى هاجس العمل المشترك بين صناع الفعل المسرحي على امتداد الوطن الكبير من أجل الوصول إلى مسرح عربي جديد ومتجدد.
بدوره ألقى الدكتور مصطفى السلاوي كلمة جامعة محمد الأول،جاء فيها:
جامعة محمد الأول شريك في إطار التعاون هذا، الأساتذة الأكاديميون والمسرحيون والمؤطرون في الجامعة يثمنون جميع الأنشطة التي تقوم بها الهيئة العربية للمسرح.
الفعل المسرحي ظل صنو الفلسفة في طرح الأسئلة. وقمين أن يكون المسرح سلطة خامسة، المسرح فعل يمكنه أن يغير الكثير.
.. وأوصي بأهمية الالتفات إلى الطفل في المسرح. لا لشيء إلا لأن طفل اليوم هو رجل الغد.
ثم شهد الحفل تكريمات قدمتها وزارة الثقافة لمجموعة من الفاعلين في المشهد المسرحي من الباحثين والفنانين المغاربة، وانطلقت بعد ذلك أعمال الندوة التي سارت على النحو التالي:
الجلسة الأولى : تلاقح التجارب المسرحية بين المشرق والمغرب، وشارك فيها ثلاثة من المتدخلين هم : لطيفة أحرارمن المغرب، تونس آيت علي من الجزائر ومحمد العامري من الإمارات، حيث تحدث كل منهم عن رصده للتأثير والتأثر في تجاربه وتجارب بلده، وتناول المتدخلون عديد جوانب التأثر في النص وأدوات العرض والأداء، هذا وقام بإدارة الجلسة بوسلهام الضعيف من المغرب.
فيما تناولت الجلسة الثانية “أثر تنظيم وتقنين المهن الدرامية على الممارسة المسرحية“، و شارك فيها المتدخلون: مسعود بوحسين من المغرب، سامي مغاوري من مصر وجان قسيس من لبنان، حيث طرحوا جوانب عمل نقاباتهم في تعضيد وتعزيز موقع الفنان وحياته الاجتماعية والمهنية، وأكد الجميع على أهمية عقد مزيد من ورش البحث في الجوانب النقابية وشؤون المهن الفنية للإرتقاء بمرتكزاتها القانونية وزيادة الثقافة النقابية، وقام بإدارة الجلسة، الحسين الشعبي من المغرب.
كما شهد اليوم الثاني ثلاث جلسات، وجاءت الجلسة الأولى تحت عنوان “واقع الدراسات النظرية والنقدية في المشهد المسرحي“شارك فيها كل من، خالد أمين من المغرب، يوسف الحمدان من البحرين، اليسع حسن أحمد من السودان ومحمد عبازة من تونس، حيث قدم المتدخلون رؤاهم ورصدهم لحال البحث والنقد وربطه بعديد آليات العمل الفني بما فيها التاهيل،وقام بإدارة الجلسة الزهرة ابراهيم من المغرب.
جاءت الجلسة الثانية تحت عنوان واقع أثر التكوين والتعليم في الممارسة المسرحية، ساهم فيها المتدخلون: رشيد منتصر من المغرب، هشام بنعيسى من تونس وعاصم نجاتي من مصر، وقد قدم المتدخلون صورة عن واقع علاقة معاهدهم ببرامج إعداد الطلبة ليكونوا مؤهلين لسوق العمل وقام بإدارة الجلسة : عوزري عبد الواحد من المغرب.
وجاءت الجلسة الختامية حيث ألقى المنسق العام للندوة مراد الريفي وممثل الهيئة العربية للمسرح كلمتين أكدا فيها أهمية الندوة وحيوية المشاريع التي تجمع وزارة الثقافة والاتصال والهيئة العربية للمسرح، و التي تنعكس إيجاباً على المسرح المغربي والعربي.
بعد ذلك قام المقرر العام مصطفى الرمضاني بتلاوة التقرير العام والخلاصات والتوصيات، وجاء في هذا لتقرير:
“كان الجمهور على موعدٍ مع الأبحاث الرصينة التي تكفل بها المشاركون، كل حسب اختصاصه واهتماماته، وإذا كانت تلك المداخلات قد اتسمت بالغنى والتنوع، فإنها اتفقت على اهمية المحور وراهنيته، نظراً لارتباطه بالسياقات الاجتماعية والسياسية التي تمر بها الأمة العربية، كما اتفقت على بعده الاستشرافي، باعتباره يختزل عصارة القضايا التي تشغل بال المسرحيين في المشرق والمغرب، ويأتي على رأسها القضايا الإبداعية والبحث والتأطير والهيكلة وتقنين المهن الدرامية، وهي المحاور التي تختزل شؤون المسرح في شقه الثقافي والفني والإداري والتنظيمي”.
وخلص التقرير الختامي الذي رصد التوصيات والمقترحات إلى : “… ترسيخ التفاعل الإيجابي بين التجارب المسرحية العربية. ولا يتأتى هذا كما ذهب جل المتدخلين إلا بتبادل التجارب بين المسرحيين العرب عن طريق المهرجانات واللقاءات العلمية والتربصات الفنية، لأنها السبيل للوقوف على مواطن الخلل في منجزاتنا الفنية والفكرية، وهي في الوقت ذاته المنطلق الحقيقي نحو تجويد رؤانا وأدواتنا التقنية، ومواقفنا الفكرية والفنية ليكون مشهدنا المسرحي في مستوى التحولات التي يعرفها العالم تأكيداً لمبدإ الاختلاف المتمدن بدلاً من الاختلاف المتوحش كما ذهب إلى ذلك بعض الباحثين.