في أول أعماله المترجمة إلى العربية، صدرت رواية ‘الغواية’، للروائي الفرنسي ‘لوك لانغ’، الحائزة على جائزة ميديسيس المرموقة، عن دار نثر، بتوقيع المترجم المغربي محمد جليد. وتعد هذه الترجمة هي التقديم الأدبي الأول للروائي الفرنسي إلى القارئ العربي، وقد سبق أن عُرفت بدايته الأدبية بفرنسا عام 1998 عندما فاز بجائزة الكونغور للطلاب.
تتكون الرواية من أربعة فصول طويلة، تدور أحداثها المثيرة والمتشابكة في يومين فقط. وقد صوّرت رواية “الغواية” هموم الأسرة المعاصرة بما تعكسه من تصدّعات وانكسارات، وصراعات بين الأجيال، اختلافات في القيم والمواقف والسلوكيات وأنماط العيش، رواية سوداء حول روابط الأسرة البرجوازية.وقد كشفت الرواية فوارق فكرية وحياتية شاسعة بين الأب ‘فرانسوا’، الطبيب الناجح، المتشبع بقيم الأسرة، وابنه ‘ماثيو’، الفتى الذهبي، صاحب النجاحات الخارقة في المال والأعمال، المسكون بالنزعة المادية المفرطة، وأخته ‘ماتيلد’ التي لم تجد غضاضة في عشق رجل عصابات والتوله به.
ولم يعد الحب وحده كافيا لبناء قيم الأسرة المعاصرة، بل للمال والجاه سطوتهما في فرض القيم الجديدة المعاصرة، تلك التي لم يألفها الآباء في زمنهم. هكذا، يعرض لوك لانغ، انطلاقا من هذه الفكرة، فلسفة الحياة الجديدة، التي يوجهها المال والجاه والمنصب كأن الكاتب يرثي، في روائيته هذه، عالما آخذا في الأفول، مع كل ذلك يثبت لقرائه اختياره الفني الخاص في طريقة كتابته، وهو اختيار بناه على تصوير الأحداث وتشذير الأفكار، بطريقة حافظ فيها على جماليات الكتابة القائمة على المحو والإضمار.
تجدر الإشارة إلى أن الرواية تقع في 384 صفحة من القطع المتوسط. وقد حازت على جائزة ميديسيس سنة 2019. كما وصلت إلى القائمة الطويلة لجائزة ‘فيمينا’. وسبق أن لفتت الرواية منذ صدور نصها الأصلي انتباه الصحافة الفرنسية، إذ أشادت جريدة ‘لوموند’ الفرنسية بالرواية بوصفها “كتابا يطفو، يتحّك، يحتوي على عدة مشاهد من الأفعال المليئة بالعِبر…” أما جريدة ‘لوفيغارو’، فأشارت إلى أن الرواية “سوداوية وقوية، تحكي عن عالم في طريقه إلى الانهيار.”