الموضوع:
مائة يوم من الحرب ومن الدمار على غزة
ادعوكم للتحرك العاجل ضد العدوان والإبادة الجماعية و جرائم ضد الإنسانية
بكل حياد و نزاهة ورفض الكيل بمكيالين لفائدة دولة الاحتلال والأبارتايد
تحية لكم وبعد
أتابع كما تتابعون و تتابع شعوب العالم الحرب الضروس التي تصب نيرانها يوميا ومنذ مائة يوم ، على الشعب الفلسطيني بقطاع غزة والضفة وجنوب لبنان، والتي أطلق الكيان الصهيونى اياديه القذرة مستعملا طائراته وبوارجه ودباباته وجيوشه ضد شعب بنسائه ورجاله وأطفاله وبمدارس ومستشفياته….، لأبادته إبادة جماعية وتقتيله والقضاء عليه باعتراف علني من المجرم نتانياهو الذي اكد ان عدوانيته ترمي إلى تطهير غزة وطرد سكانها .
ليست الحرب الاولى التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة، و لن تكون الأخيرة ما دام الكيان الصهيونى يشعر بالأمن من المحاسبة ومن المساءلة ومن العقاب، ومادامت الامم المتحدة واجهزتها بما فيها المحكمة الجنائية الدولية ترفض ممارسة اختصاصاتها وفتح التحقيقات الجدية ضد الكيان الاسرائيلي المعتدي ومتابعة اركان الحرب الصهيونية من اجل جرائم الحرب والحرب ضد الانسانية والإبادة الجماعية.
لقد طالبتكم العديد من الدول الاعضاء بميثاق المحكمة، كما طالبتكم العديد من المنظمات الدولية والاقليمية، ردع التقتيل وانقاذ شعب اعزل بتفعيل ميثاق روما و اجراء التحقيقات الكفيلة بإعطاء المصداقية للمحكمة الجنائية الدولية و بث الثقة التي ينتظرها العالم من آليات المحكمة، مناصرة ضحايا العدوان بغزة و بفلسطين كلها، غير ان احرار العالم يشعرون بخيبة الامل من صمتكم ومن ضعف إرادتكم للتصدي للجرائم و تاكيد مناهضة المحكمة لسياسة الافلات من العقاب لفائدة الكيان المعتدي ، ولست مخطئا ان قلت بانكم لما فضلتم زيارة الكيان الصهيونى في عز هجوماته دون اي تقدير. للطرف الصحية ان الامر بالنسبة للعالم مؤشر ضعف لكم وللمحكمة وهو انحناء امام اتهامات المحكمة من قبل الكيان المتعدي بانها تروم ” معاداة السامية” وحرضتْ عدة دول أعضاء بوقف التمويل أو تقليصه عن الجنائية الدولية، وعلى رأسها ألمانيا و اليابان.
لابد لكم من الإنهاء من ازدواجية المواقف، و لابد لكم من بسط مراقبة المحكمة واختصاصها على الجرائم التي تتعرض اليها غزة، كما فعلت اتحاه أزمات حربية اخرى وقبلت التدخل رغم ان عددا من الدول طالبتكم بالتدخل ولو انها دول غير عضوة بالمحكمة كما هو الأمر بالنسبة أوكرانيا و للولايات المتحدة الأمريكية
تكفي مائة يوم من الحرب على الشعب الفلسطيني، و يكفي قتل ما يزيد عن 25000 فلسطيني، لتتحرك المحكمة ويتحرك معها ضميركم كمدعي عام لديها، وذلك من اجل فرض سيف العدالة وصوت الحق وتفعيل القانون الدولي الإنساني والشرعية الدولية لحقوق الانسان، مما يفرض السعي من جانبكم نحو تفعيل قرار المدعية العامة السابقة السيد فاتو بنسوده المتعلق بفتح تحقيق في جرائم الكيان الصهيونى سنة 2021، و يستوجب كذلك التجاوب مع ما قدم اليكم من دعاوى ومن شاكيات وما رفع من قبل دول اعضاء بالمحكمة من ملتمسات إعلان اختصاصكم للبحث والتحقيق في جرائم الكيان الصهيونى العدواني….
ان تقوم المحكمة بدورها وليس فقط ملاحقة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان، بل ملاحقة ومحاكمة مجرمي الحرب وفي مقدمتهم مجرمي الحرب على غزة الذين يشعرون بالاطمئنان على ما يرتكبونه ضد عزة ويشعرون بلذة قتل شعب و تجويع من بقي منه حيا.
انتم تشاهدون السيد المدعي العام ، انه تكفي الجرأة الأدبية لمحكمتكم و التوفر على الارادة السياسية لديكم، للتصدي للعدوان و للحرب ضد غزة التي تُسقى ارضها دما منذ مائة يوم ، والتصدي لدولة العدوان والفصل العنصري لتنحني امام القانون الدولي ، فأمامنا الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد مجرمي الكيان الصهيونى بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية لسنة 1951 ، أمام أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة.
لن يغفر لكم التاريخ ان ظلت اياديكم مكبلة تحت ضغط المعتدين المباشرين وشركاءهم وفي المقدمة منهم بايدن و من معه من سكان البيت الأبيض، فان عجزتم فعليكم الرحيل ومغادرة المحكمة، وهذا ادنى درجات الذكاء./..
النقيب عبد الرحيم الجامعي
الرباط: 2024/1/13