شدد الملك محمد السادس على أن “تفكك الأسرة يفقد المجتمع البوصلة”، داعيا مكونات المجتمع المغربي إلى التشبت بالقيم الإسلامية والوطنية وقيم التضامن والتآزر.
وأكد الملك أن الأسرة هي الخلية الأساسية للمجتمع، حسب الدستور المغربي، معتبرا أن “المجتمع لن يكون صالحا إلا بصلاح الأسرة وتوازنها، وإذا تفككت الأسرة، يفقد المجتمع البوصلة”.
جاء ذلك في الخطاب الملكي الذي وجهه الملك محمد السادس، مساء اليوم الجمعة، إلى أعضاء البرلمان بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الثالثة من الولاية التشريعية الحادية عشرة، طبقا لمقتضيات الفصل الخامس والستين من الدستور.
ونوه الملك بما أبانت عنه مكونات الشعب المغربي من تضامن وتآزر عقب الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز، مشيدا أيضا بدور القوات المسلحة الملكية والأمن الوطني والدرك الملكي والوقاية المدنية والأطر الصحية في هذه الفاجعة.
وأشار المتحدث ذاته إلى أنه “في إطار القيمة الوطنية التي تقدس الأسرة والروابط العائلية، تندرج الرسالة الملكية التي تم توجيهها لرئيس الحكومة، بخصوص مراجعة مدونة الأسرة”.
وشدد الملك محمد السادس على أنه “ما فتئ يحرص على العمل على تحسين الأسرة بالمشاريع والاصلاحات الكبرى، ومن بينها ورش تعميم الحماية الاجتماعية كدعامة أساسية للنموذج الاجتماعي والتنموي”.
وبخصوص الزلزال الذي دمر منطقة الحوز، قال الملك إن “إرادتنا هي البناء وإعادة الإعمار”، مشددا على ضرورة مواصلة تقديم المساعدة للأسر المنكوبة، والإسراع بتأهيل وإعادة بناء المناطق المتضررة، وتوفير الخدمات الأساسية.
وأشار العاهل المغربي إلى أن “ما يخفف من مشاعر الألم، ويبعث على الاعتزاز، ما أبانت عنه فعاليات المجتمع المدني، وعموم المغاربة، داخل الوطن وخارجه، من مظاهر التكافل الصادق، والتضامن التلقائي، مع إخوانهم المنكوبين”.
وأضاف: “لقد أظهرت الفاجعة انتصار القيم المغربية الأصيلة، التي مكنت بلادنا من تجاوز المحن والأزمات، والتي تجعلنا دائما أكثر قوة وعزما، على مواصلة مسارنا، بكل ثقة وتفاؤل، تلك هي الروح والقيم النبيلة، التي تسري في عروقنا جميعا، والتي نعتبرها الركيزة الأساسية، لوحدة وتماسك المجتمع المغربي”.
واسعترض الملك “القيم المؤسسة للهوية الوطنية الموحدة، بداية بالقيم الدينية والروحية، وفي مقدمتها قيم الإسلام السني المالكي، القائم على إمارة المؤمنين، الذي يدعو إلى الوسطية والاعتدال، والانفتاح على الآخر، والتسامح والتعايش مع مختلف الديانات والحضارات. وهو ما يجعل المغرب نموذجا في العيش المشترك، بين المغاربة، المسلمين واليهود، وفي احترام الديانات والثقافات الأخرى”.
كما أبرز أهمية “القيم الوطنية التي أسست للأمة المغربية، والقائمة على الملكية، التي تحظى بإجماع المغاربة، والتي وحدت بين مكونات الشعب المغربي، وعمادها التلاحم القوي والبيعة المتبادلة، بين العرش والشعب”.
كما يعد حب الوطن والإجماع حول الوحدة الوطنية والترابية،، حسب الملك، من ثوابت المغرب العريقة، التي توحد المغاربة، والتي تشكل الإطار الذي يجمع كل روافد الهوية الوطنية الموحدة، الغنية بتنوعها”، إضافة إلى “قيم التضامن والتماسك الاجتماعي، بين الفئات والأجيال والجهات، التي جعلت المجتمع المغربي كالبنيان المرصوص، يشد بعضه بعضا”.