عبد المجيد رشيدي – اليوم تيفي
يُعدّ الفنان التشكيلي الحروفي عبد القادر كمال، من الفنانين المغاربة المتميزين في الساحة الفنية الوطنية والدولية، من مواليد مدينة الجديدة التي استمد من محيطها كل ما هو جميل، وكل ما يتعلق بالطبيعة من ألوان، وصخور وطحالب .. ويظهر هذا جليا في لوحاته الرائعة، فنان عصامي دفعه حب الفن إلى تعلم مبادئه اعتمادا على مجهوداته الخاصة، فنان مولع بالفن منذ الطفولة وقد اكتشفت موهبته من طرف معلميه في فترة الإبتدائي، حيث شجعوه على ممارسة الرسم، مارس فن الصباغة وخاصة رسم لوحات الطبيعة وفن الخط العربي الكلاسيكي بشكل منفصل إلى غاية بداية الالفينيات، حيث قرر دخول المدرسة الحروفية العربية، وقد شارك في العديد من المعارض الوطنية والدولية، كان آخرها معرض دبي بدولة الامارات العربية المتحدة، ومن أهم المحطات التي أعطته دفعة قوية للمزيد من البحث والاجتهاد حصوله على جائزة محمد السادس للتميز في فن الحروفية لسنة 2019.
الفنان عبد القادر لا يتحدث كثيرا عن نفسه، لكن أعماله هي من تتحدث عنه، أما هويته الفنية فيمكن تجميع خيوطها عند متابعة لوحاته الحروفية الرائعة، والاستماع إلى الحوارات الشيقة التي تجري بينه وبين من يسأله من المتتبعين على هامش هذه اللوحة أو تلك، وبالطبع حين نتأمل أعماله، فأكثر ما يهمه هو إفراغ طاقة الشغف التي يشعر بها في داخله، والتي لا يعرف كيف يترجمها سوى بالرسم هذا العبور إلى عالم الألوان ظل يجتهد عليه الفنان عبد القادر إلى أن فجر موهبته ليخوض مغامرة رسم لوحات أبهرت الجميع، فهو يراقص بریشته نوتات الموسيقى، هنا قال لفرشاته آن الأوان لتنطلقي هكذا كانت الانطلاقة وهكذا أبدع ليصور أحاسيسه في لوحات أكثر جاذبية، ليجعلك تشعر بالسكينة أمام المشهد الجميل.
عندما تقابل الفنان عبد القادر كمال، تخترقك ابتسامته الرائعة التي تضيء عينه تلمح فيه التواضع بمجرد أن يبدأ يعرفك بنفسه، إنسان قليل الكلام متواضع، كما أنه لا يحتاج للكلام لشرح أعماله التي تميزت باختياره للألوان الرائعة وضربة الفرشاة التي تنقل ما يريد أن يقوله عبر الحروف المتزنة، يتوفر على مجموعة فريدة من الأعمال ذات التقنيات المختلفة وغير ذلك من الأعمال المثيرة للإحساس عكست ما يحمله هذا الفنان من كنز من الأحاسيس التي تكونت لديه من خلفيته المغربية، أما مخيلته البصرية فهي تحوى بداخلها مسارا وذكريات جميلة عاشها منذ طفولته.
عبد القادر كمال، هو الآن جاهز لكي يتربع على القمة التشكيلية كمبدع وكفنان له خصوصية نلمحها في أعماله التي يرسمها والتي تنم عن رقة مشاعره وإحساس الفنان الذي يتدفق من قلبه وروحه، سيبقى فنان الحرف والطبيعة، فنانا مغرما بلوحاته وحروفه، سيظل شمسا ساطعة وإن مطرت تمطر شظايا من حجر اللون.