الراشيدي عبدالمجيد / اليوم Tv
في قلب المشهد الفني المغربي، تبرز الفنانة التشكيلية مريم سراجي كصوت بصري يحمل رؤية متفردة، تجمع بين الحس الجمالي والتفكير الواعي. من وجدة انطلقت رحلتها، ليس فقط نحو تأثيث فضاءات العرض بأعمالها، بل نحو بناء مشروع فني وتربوي يرسخ قيمة الفن كأداة وعي وتحول.
تنتمي الفنانة مريم سراجي إلى مدينة وجدة، حيث بزغ حسها الفني منذ سنوات الدراسة الأولى، وتُوج بمسار أكاديمي غني، ابتدأ بالمدرسة العليا للفنون البصرية بالدار البيضاء (ESDAV)، وتطور عبر مركز مهن التربية والتكوين بطنجة، تخصص الفنون التشكيلية، كما دعمت تكوينها بتجارب موازية في التكنولوجيا والتصميم الغرافيكي، والخط العربي، ما أتاح لها تطوير أسلوب بصري متعدد الوسائط، يزاوج بين الأصالة والحداثة.
شاركت الفنانة مريم سراجي في معارض وطنية مختلفة، منها: مهرجان Street Art Happy Walls بمارينا السعيدية، المهرجان الدولي لثقافة الهيب هوب ببركان، والإقامة الفنية “Goutte à goutte” بفضاء جمعية Tzouri للثقافة والفن، إضافة إلى معارض جماعية مثل ألوان النغمات والفنون النسائية بوجدة، وتجارب التنشيط الفني البيئي بمدينة طنجة.
فنياً، تستوحي الفنانة مريم إلهامها من فن الـZentangle وأسلوب الواقعية، حيث تدمج بين الدقة الواقعية والتجريد العضوي، من خلال تداخل الخطوط والنقاط والأشكال التي تخلق عوالم بصرية تنبض بالتأمل. كل لوحة لديها تحكي قصة فريدة تعكس التفاعل بين الواقع والخيال، بين المادي والروحي، لتأخذ المتلقي في رحلة حسية تمس الداخل وتحفز الوعي.
أما تربوياً، فهي فاعلة في تأطير الناشئة والاهتمام بمجال التنمية الذاتية، عبر ورشات فنية وتربوية، وتكوينات في الذكاء الاجتماعي والعلاج بالألوان والطاقة الحيوية (Self Healing & Bioénergie). كما شاركت في تحكيم مسابقات فنية وطنية، مساهمة في نشر ثقافة الفن كأداة بناء ووعي.
في عالم الفنانة مريم سراجي، لا تُعد اللوحة مجرد مساحة لونية، بل مرآة تعكس نبض الإنسان وهمومه وأحلامه، هي فنانة تؤمن بأن الريشة ليست فقط أداة للتعبير، بل وسيلة للتأثير، وأن الفن حين يكون صادقًا، يصبح رسالة تمتد من العين إلى القلب، ومن الجمال إلى العمق.































