الراشيدي عبدالمجيد
من قلب مارينا السعيدية، وتحديدا بين 15 و17 غشت 2025، يلتقي عشاق الفن مع تجربة بصرية ساحرة ضمن الدورة الثانية للمعرض الجماعي “الأمواج بالألوان”، حيث يُبدع فنانون من مختلف المشارب في تحويل البحر إلى لوحات ناطقة بالإحساس والانسياب.
في قلب هذا المعرض يلمع إسم الفنان التشكيلي المغربي طلال الأزرق، الذي لا يكتفي بتلوين القماش، بل يمنح الموج والضوء صوتا خاصا به من خلال لوحاته التي تحاكي لحظة التقاء العناصر: الأخضر، الأزرق، البرتقالي، يقدم الأزرق تصورًا شاعريًا لعلاقة الإنسان بالمحيط، ألوانه ليست مجرد زخرفات، بل إشارات حسّية للرجاء، للانفتاح، ولصفاء لا حدود له.
الفنان طلال الأزرق، الذي بات اسمه مرادفا للتجريب الجمالي في الفن المغربي المعاصر، يؤمن أن اللوحة يمكن أن تكون مساحة للتأمل بقدر ما هي امتداد لنبض الطبيعة، وفي هذا المعرض، يكرس حضوره لتجسيد البحر ككائن حي، نابض، وأبدي.
المعرض، المنظم بتعاون بين شركاء ثقافيين من قبيل Baali Space Art وLe 48، يشكل لحظة تلاق بين الجمهور والفنانين، ويمنح مدينة السعيدية بُعدًا فنياً جديدًا، وهو أكثر من مجرد معرض، بل موعد سنوي ينتظر أن يصبح تقليدًا ثقافيًا راسخًا في جهة الشرق.
في لوحات طلال الأزرق، يتحول اللون إلى موجة، والفرشاة إلى بوصلة، تأخذنا بعيدًا نحو بحر لا يُرسم إلا بالقلب، هكذا، لا يغدو “الأمواج بالألوان” مجرد معرض فني عابر، بل تجربة حسية تعيد تعريف العلاقة بين الإنسان والبحر، بين العين واللون، بين الفن والحياة، وفي قلب هذه الرحلة، يقود طلال الأزرق الحضور إلى ضفاف جديدة من التأمل والدهشة، حيث تصبح كل لوحة نداء داخليًا، وكل لون وعدًا بمزيد من الحلم.