وجهت دار المزادات الشهيرة سوذبيز، المعروفة عالميًا كمؤسسة مرجعية في مجال الفنون التشكيلية، الدعوة الى الفنان المغربي هاروان رِيد لتقديم عرض استثنائي لأعماله خلال مؤتمر بعنوان: المغرب: فرصة استثمارية استراتيجية وأسلوب حياة فريد”.
هذا الحدث قدّم تأملًا غنيًا حول الإمكانيات التي يحملها التراث والعقار المغربي، مع تسليط الضوء على المواضيع التي تلهم الفنان هاروان رِيد. وقد وجدت أعماله، المتأثرة بعمق بالقصص والتقاليد المغربية، صدى مثاليًا مع القضايا المطروحة خلال المؤتمر.
كما دُعي الضيوف إلى خوض تجربة حسّية فريدة من نوعها، عبر تذوق الشاي المغربي والحلويات التقليدية. هذا اللحظة من البساطة والمشاركة شكّلت احتفاءً بالقيم الجوهرية للثقافة المغربية، وهي ذات القيم التي تحتل موقعًا مركزيًا في أعمال هاروان رِيد الفنية.
وقد اتّسم المعرض بالأناقة والعاطفة، وجمع شخصيات مؤثرة من عوالم الثقافة والدبلوماسية والأعمال. ومن بين الحضور، شرّف سعادة محمد عامر، سفير المملكة المغربية في بلجيكا، الأمسية بحضوره.
حيث عبّر هاروان عن امتنانه الكبير للمضيفين على حفاوة الاستقبال والدعم الذي تلقّاه.
“المُتعاطف”: عمل فني يأسر ويحرّك المشاعر
في قلب المعرض برزت لوحة “المُتعاطف”، وهي العمل الرئيسي من مجموعة “ألغاز ومظاهر”. هذه اللوحة القوية، تطرح موضوع الإدراك والحقيقة، بوصفها رمزًا للثراء والهشاشة الإنسانية، توظّف “المتعاطف” ألوانًا زاهية – الأزرق، الأحمر، الأصفر – وخطوطًا غير مثالية تدعو المشاهد لتجاوز السطحيات واستكشاف الأعماق. وتتحوّل العين المراقبة في وسط العمل إلى مرآة للمشاعر والحقائق الكونية.
—
فنان عند تقاطع الفن والإنسان
لا يقتصر إبداع هاروان رِيد على الفن البصري فحسب. فهو رسّام وكاتب يبني سرديات، ويستجوب النفس البشرية، ويغوص في العواطف الإنسانية العالمية. هذه المقاربة المتعددة الأبعاد جعلته من أبرز وجوه الفن المعاصر.
في قلب الشاي المغربي
كانت التظاهرة ايضا مناسبة لعرض كتاب هاروان ريد الاخير، كتاب شعري يحتفي بتقاليد الشاي المغربي ودفء لحظاته، ذلك المشروب الذي يتجاوز الأجيال والثقافات. مستلهمًا من ذكرياته عن جلسات الشاي مع جدّته، يكشف الكاتب عن الغنى الرمزي والحسي لهذا الطقس العريق.
ينتقل القارئ من أزقة المدن العتيقة إلى رياضات فخمة، ومن صحارى لا متناهية إلى صالونات الشاي الحديثة في مراكش ولندن ونيويورك. ومن خلال نثر نابض بالحياة، يستعرض هاروان كيف يتحوّل الشاي المغربي إلى جسر بين البشر، ومحفّز للإبداع، وملاذ دافئ.
ألغاز ومظاهر
الأسئلة الوجودية الكبرى – “من نحن؟” و”من أنا؟” – تشكّل جوهر هذا الكتاب الثاني. وفي أسلوبه التصويري المميز، يتناول هاروان رِيد طبيعة المظهر والغموض. عبر كتابة تأملية، يمزج بين الملاحظة والتفكير، كاشفًا الوجوه الدفينة للنفس البشرية.
رؤية متعددة الأبعاد
من خلال أعماله الفنية وكتاباته، يُظهر هاروان رِيد موهبة فريدة في دمج الفن بالأدب. إنه يبتكر تجربة فنية شاملة، يستكشف فيها العواطف الإنسانية، ويُقيم جسورًا بين الثقافات والتخصصات.