باعتبارها العاصمة السياسية والثقافية للمملكة، تكرّس الرباط مكانتها بجدارة كمدينة كبرى ذات إشعاع عالمي. فهي مدينة خضراء ومستدامة، مسجّلة ضمن التراث العالمي لليونسكو، وتجسد رؤية حضرية تتطلع بثبات نحو المستقبل، مع الحفاظ على جذورها العريقة. وقد كانت الرباط أول عاصمة إفريقية للثقافة، كما حازت لقب العاصمة الثقافية للعالم الإسلامي، وأُعلنت عاصمة عالمية للكتاب لسنة 2026. هكذا تجمع المدينة بذكاء بين التقاليد والحداثة، وتضيء باعتبارها ملتقى الحضارات والمعارف.
من بين الشخصيات التي ساهمت في تعزيز مكانة الرباط على الصعيد الدولي، تبرز حياة سامي بفضل التزامها المتميز. فهي رئيسة قسم التعاون والشراكات، ومديرة المشاريع المتعددة الأطراف بجماعة الرباط، حيث تعمل بجدية وبروح من التفاني على خدمة إشعاع العاصمة.
وبتوجيهات سامية من جلالة الملك محمد السادس، تكرّس الرباط دورها كقطب علمي وثقافي وتكنولوجي. وفي هذا الإطار، تضطلع السيدة سامي بدور استراتيجي عبر نسج علاقات متينة مع القارات الخمس، مما يعزز البعد الكوني للعاصمة. فعملها، الذي يجمع بين الدبلوماسية المحلية والمتعددة الأطراف، يجسد رؤية منفتحة، شاملة، ومتطلعة إلى المستقبل.
منذ التحاقها بالوظيفة سنة 1996 كرئيسة لمصلحة الدراسات والبرمجة، شغلت عدة مناصب مهمة، منها رئيسة مصلحة تحسين إطار العيش سنة 2004، قبل أن تُعيَّن سنة 2017 على رأس قسم التعاون اللامركزي. كما كانت نقطة ارتكاز للعديد من اللجان الموضوعاتية والهيئات الدولية، وعضواً في اللجنة التوجيهية الدولية لشبكة “المدن القوية”، وكذلك ضمن المجموعة الاستشارية للحكومات المحلية والجهوية لدى الأمم المتحدة. وقد ساهمت في بلورة استراتيجية مبنية على تبادل الخبرات، تقوية القدرات المحلية، وتعبئة تمويلات مبتكرة، وهو ما انعكس إيجاباً على ساكنة الرباط وعلى شركائها بالقارة.
النتائج الملموسة تبرهن على عمل منظم وفعّال. ففي مجال النقل المستدام، تم التفاوض على تمويل ضخم مع الوكالة الكورية للتعاون الدولي KOICA لإطلاق أسطول من الحافلات الكهربائية مجهزة بمحطات للشحن، إضافة إلى دعم من الوكالة الفرنسية للتنمية AFD لتوسيع شبكة الترامواي. كما يجري تنفيذ مبادرات أخرى بشراكات مع شبكة C40 والوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ، من أجل تعزيز البنية التحتية الحضرية المستدامة.
أما في مجال التكوين والابتكار، فقد تم تأمين موارد مالية من AIMF والاتحاد الأوروبي وهيئة الأمم المتحدة للمرأة لتطوير قدرات محلية عبر تبادل الممارسات الجيدة بين الأقران، وإحداث مراكز رقمية اجتماعية وتعليمية تستجيب لاحتياجات الساكنة.
كما عزز إشعاع الرباط الثقافي والاجتماعي بتنظيم تظاهرات دولية كبرى، مثل “Envirocities”، والجمعيات العامة للمنظمات الدولية المؤثرة، أو المنتدى العالمي للمدن الآمنة بشراكة مع الأمم المتحدة للمرأة. وقد ساهمت مبادرات موازية في قيادة ملفات الترشيح التي نالت عبرها العاصمة تميّزها الدولي.
وبفضل انفتاحها، وإرادتها القوية، ونجاعة تواصلها المؤسساتي، استطاعت السيدة سامي أن تخلق شراكات مع بلدان عبر القارات الخمس. إذ جرى إبرام تعاونيات مع كازاخستان، أذربيجان، سان سلفادور، فرنسا، روسيا، النمسا، إيطاليا، البرتغال، ألمانيا، هولندا، الولايات المتحدة، باكستان، إسبانيا، تونس، قطر، الأردن، ليبيا، الإمارات والسعودية. كما يجري العمل على شراكات أخرى مع غواتيمالا، الفلبين، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا.
وبفضل احترافيتها الصارمة، وإخلاصها في خدمة الصالح العام، ووفائها لرؤساء المجالس المتعاقبين على جماعة الرباط، ساهمت السيدة سامي في تموقع العاصمة كفاعل رئيسي داخل كبريات الهيئات الدولية. فالرباط تتولى اليوم مهام قيادية مهمة مثل تدبير مالية المنظمة العالمية للمدن والحكومات المحلية المتحدة CGLU، ورئاسة Metropolis، ورئاسة LUCI، والرئاسة المشتركة لشبكة Strong Cities. كما تشغل الرباط عضوية المكتب التنفيذي لهيئات وازنة مثل AIMF، وOVA، وOICC. هذا الإشعاع المؤسسي، الذي يُنسب عادة للمدينة، يرتكز على عمل دؤوب منسجم بين عدة أطراف، من بينها إسهام هادئ وفاعل لسيدة يتجاوز تأثيرها حدود الوطن.
الرباط عضو نشيط أيضاً في شبكة واسعة من المنصات الدولية، مثل AIVE, COPPEM, GPM, WTCF, ARLEM, EUROMED, OIDP, ICLEI, WEGO, CITIES WITH NATURE, UITP, REMAGDU, RESEAU COMUN, REMA-TP, MC2CM, REFELA, ICOMOS, SWEEPNET، وشبكة المدن المغاربية، ومرصد العيش المشترك OVE، ومؤسسة ROMUALDO DEL BIANCO، وUrban20، وشبكة البيئة الحضرية، وNDTV، وشبكة Horizon 2020، وشبكة المهن الخضراء، ونوادي البيئة الوطنية والدولية. هذا الحضور المتعدد الأطراف يعكس استراتيجية واضحة للانفتاح والتموقع الفاعل في القضايا الحضرية العالمية.
وتتعاون السيدة سامي بشكل وثيق مع السلطات المحلية، في انسجام تام مع المؤسسات الوطنية، مع قدرتها على تعبئة التمويلات والتفاوض مع أبرز الممولين ووكالات التنمية، مثل AFD, KOICA, JICA, GIZ, USAID, ONU-Habitat, FMI, BERD, PNUD وغيرها. وترتكز مقاربتها على مزيج متوازن بين الدبلوماسية المحلية، التعاون التقني، وتعبئة الموارد، خدمةً لرؤية شاملة ومستدامة.
وعلى المستوى الإفريقي، عززت السيدة سامي الحضور المغربي من خلال شراكات جنوب-جنوب عملية. فبفضل “الصندوق الإفريقي للتعاون اللامركزي” الذي أطلقه جلالة الملك محمد السادس، ساهمت في إنجاز مشاريع كبرى بعدد من المدن مثل داكار، شيما، برايا، إسينغيرو، مباما، برازافيل وجيبوتي، بما يستجيب لحاجيات السكان المحليين. وهي ترفع عالياً راية المغرب وانتماءه الإفريقي. انطلاقاً من رؤية واضحة، وإحساس عميق بالمسؤولية، ووفاء دائم للتوجهات الملكية، والاستراتيجيات الوطنية، ومرتكزات النموذج التنموي الجديد، تجسد السيدة سامي قيادة نسائية استثنائية لصالح التنمية المحلية، وهو ما أكدته اعترافات دولية عديدة، حاملةً في الآن ذاته قيم الانتماء الإفريقي المشترك.
تحمل السيدة سامي شهادات من ESSEC باريس، والجامعة الدولية للرباط، وكلية العلوم بالرباط، وتلقت تكويناً بمعهد السوربون وعدد من المؤسسات المرموقة. وهي تمثل مزيجاً نادراً من الصرامة العملية، والرؤية الاستراتيجية، والالتزام الوطني. وُصفت بالنزاهة والشغف، واستطاعت أن تجعل من التعاون الدولي رافعة أساسية تخدم الرباط وشركاءها الأفارقة.
هي قبل كل شيء امرأة ميدانية، متعددة اللغات، شجاعة ومثقفة، تعرّف نفسها كإطار سامٍ غير منتمٍ سياسياً، تتحرك بدافع وطني صادق لخدمة بلدها وعاصمته. قادرة على التكيف مع بيئات ثقافية معقدة، تفضل العمل الملموس، وتسهر على أن يحقق كل مشروع أثراً واقعياً.
الابتكار، التضامن، الولاء، التسامح والانفتاح هي القيم التي تؤطر التزامها اليومي.