محمد ناعم/ اليوم تيفي
إن إشاعة قيمة المساواة ومعاملة الجميع دون تحيز أو تمييز، وجعل المخيم مكاناً يشعر فيه الأطفال بقيمتهم، ويعترف بمكانتهم وبقدراتهم، سوف يكون أحد المُوجِّهات الأساسية في تغيير أفكارهم نحو ذواتهم ونحو الآخرين، وسيكون دافعا ومحفزا لرغبتهم نحو خوض تجربة الحضور مرة أخرى لعيش الحياة الجماعية في المجتمع الصغير “المخيم“.
المساواة من المصطلحات التي يتم استخدامها بشكل متداخل مع مصطلحات أخرى مثل العدل والإنصاف، والسمة الرئيسية في تعريف كلمة “مساواة” هي علاقتها بـ الآخرين” وبالاعتراف بأن لهم الحق في التساوي في كل شئ بغض النظر عن الظروف المحيطة والسياقات المختلفة
والمساواة في المخيم هي معاملة الأطفال جميعًا معاملةً مماثلة من دون تحيز أو تمييز أو نبذ أو تهميش أو إقصاء أو تعصب أو تفضيل
أما العدل، فيعني أن يأخذ كل ذي حق حقه من الأطفال من الرعاية، والعناية، ومنح الاهتمام، والحب والتقدير بشكل متساو ومتوازن، دون ميل أو استلطاف أو تفضيل أو تقديم بعضهم على البعض، أو التعدي على حقوق البعض وإهمال حماية مصالحهم الخاصة والعامة
والإنصاف هو المساواة بعدلٍ في المعاملة والرعاية والعناية والاهتمام، بحيث يأخذ كل واحد من الأطفال في المواقف والسياقات المختلفة ما يستحقه
إن للمساواة والعدل والإنصاف في المخيم آثار كبيرة علي الأطفال، فمعها تشيع الطمأنينة والارتياح، ويتحقق الاندماج والتعاون بين الأطفال. والعكس يحصل، عندما يشعر الأطفال بأن المنشط(ة) يدلل أو يتحيز لطفل ما أكثر منهم، فهذا يمكنه أن يغذي مشاعر الغيرة والحسد والبغض والاستياء والتذمر لدى بعضهم، ثم الكيد. كما يمكنه أن يساهم في فتح منافذ لمشاكل جانبية تخلق متاعب للجميع، وعلى رأسهم المنشط(ة) مربي(ة) الفريق.
لهذا لا بد من الحرص والحذر من سلوكيات غير مقبولة ومرفوضة مثل: التفضيل أو التحيز أو التمييز بين الأطفال ولو بكلمة أو نظرة أو ابتسامة أو حضن ، فذلك قد تكون له آثارا هدامة على نفسيات الأطفال وعلاقاتهم، وتنعكس سلبا على السير العام للمخيم