المساءلة التربوية
لم يتوقف الحديث في السنوات الأخيرة ، سواء في المنتديات التربوية ، والأيام واللقاءات الدراسية المنظمة من طرف
وزارة الشباب والرياضة، أو الجامعـــة الوطنية للتخييم أو جمعيات المجتمع المدني حول موضوع تطويرمضامين التكوين
في مجال التخييم التربوي ، خاصة الجانب المتعلق بمحتويات مسلسل التكويـن المعتمد من طرف هذه الوزارة والتي
مرعليها أكثرمن نصف قرن لم يطلها أ ي تجديد أوتطوير. ومن الأمورالتي تستدعي الوقوف عليها أولا، الخلط الحاصل
في تحديد المفاهيم بالنسبة لمصطلحي محتوى التكوين والمضامين التربوية وتطبيقاتها في المخيمات والمؤسسة على صيغ
ومقارباربات ووضعيات بيداغوجية تتخذ من الأنشطة نقط الارتكاز تتحقق من خلالها أهداف العملية التربوية للتخييم التي
تتكامل في أبعادها التربوية مع الأسرة والمدرسة وباقي المؤسسات التربوية والاجتماعية الأخرى .
أين يكمن الخلل ؟ ولماذا المطالبة بضرورة تطويرمحتويات مسلسل التكوين ومضامينه وتطبيقاته التربوية؟
هل الأمر يتعلق ب
ــ تطوير رؤية جديدة للتخييم؟
ــ تطوير رؤية جديدة لأنشطة المخيمات التربوية؟
ــ تطويررؤية جديدة لتكوين الموارد البشرية العاملة بشكل مباشرأوغيرمباشرفي مجال التخييم؟
ــ اعتماد محتويات التكوين الحالية ومضامينها التربوية مع مراجعتها وإخضاعها للتحليل والتعـد يل والتنقيح؟
ــ اختلال في عمليات التكوين والتأطيروالتي لاترقى إلى المستويات التربوية الأكاديمية والعلمية المتعارف عليها في
علوم التربية الحية؟
ــ العنصرالبشري الغيرالمؤهل لتمريرمعارف التكوين بشكل علمي ومضبوط (المكون التربوي في الدورات التدريبية)؟
رهان الإصلاح الممكن
إن التكوين التربوي في مجال أنشطة التخييم أصبح من اللازم إخراجه من نفقه الضيق الذي يستصغره ويجعله تكوينـــا
مرتبطا بالترفيه وقضاء العطلة وهوما يتعارض مع المفهوم الصحيح للمخيم كمؤسسة تربوية للتربية والتوجيه وتكوين
شخصية الطفل والشاب تكوينا سليما ومتوازنا مرتبطا بالقيم والمبادئ الإنسانية الفضلى ، إن رد الاعتبار للتكوين في ظل
التحديات التي تواجهها منظومة التربية والتكوين بشكل عام داخل الوطن ، أصبح أمرا مفروضا وورشا وطنيا يفرض تعبئة
كل المكونات المهتمة بالعملية التربوية للعب الدورالمنوط بها في تربية وتنشئة الأجيال . إن واقع حال منظومة التكوين
التربوي في قطاع التخييم ، أصبحت تفتقد للمؤهلات البشرية التي بإمكانها أن تساهم في بلورة سياسة تربوية تكوينية
تتنا سب وتطلعات الارتقاء بقطاع التخييم التربوي. وتأسيسا على ذلك فإن رهان الإصلاح الممكن من منظورالرابطة
يتطلب
ــ إعادة بناء خطة وطنية إستراتيجية للتكوين التربوي في مجال أنشطة التخييم تتناسب والرؤيا الاستراتيجية للتربية
والتكوين وتنسجم مع مقتضيات الدستورالجديد للمغرب والرؤيا التنموية التي تراهن على العنصرالبشري
ــ الانفتاح على كل الطاقات والكفاءات التي بإمكانها أن تساهم في بناء منظومة تكوين مبنية على أسس بيداغوجية
وعلمية
ــ تحمل المسؤولية في القطع مع كل الاختلالات المفتعلة والمعيقة لكل المبادرات الإصلاحية لمنظومة التكوين وجعل
القطاع يحظى بالأهمية ضمن السياسات العمومية للدولة المغربية وتحصينه من كل الأساليب التي اتمت للتربية بصلة
ــ ضرورة التعجيل بعقد مناظرة أومنتدى وطني يخصص للتكوين في مجال أنشطة التخييم التربوي كأولوية سابقة لكل
إصلاح للقطاع