تقترح جمعية ذاكرة الرباط سلا، هذه السنة، الدورة الخامسة لأيام التراث ، في حلة جديدة،
تحمل في طياتها استحضارا للتراث اللامادي لحاضرتي أبي رقراق (الرباط سلا) في محاولة لسبر
أغوار تجليات التراث بالحاضرتين واستكشاف الأنماط المتعددة والمتنوعة لتعبيراته
وانطلاقا من حرصها على تقريب هذا التراث من عموم ساكنة الرباط سلا تراهن الجمعية هذه
السنة على مجهود أعضائها المتطوعين الشباب لاستعراض تعبيرات التراث اللامادي كمحور لهذه
الدورة بشكل يبرز أهم أنماط هذا التراث
وهكذا، فبالإضافة إلى تنظيم زيارات لخمسة أقاليم (مواقع) تراثية ( مدينة سلا العتيقة وقصبة
الأوداية ومدينة الرباط وشالة وحديقة التجارب) تحت اشراف مرشدين متطوعين تم تكوينهم في إطار
برنامج ترعاه الجمعية، فإن برنامج الدورة الخامسة لأيام التراث يشتمل على عشرين نشاطا من بينها
ورشات للتنشيط الثقافي في المواقع الخمسة لفائدة تلامذة المدارس والأطفال والكبار
وتعتزم الجمعية، هذه السنة، إعطاء بعد أشمل لهذه الأوراش عبر التعريف بالخصائص
المميزة للمواقع وخاصة تجليات التراث اللامادي لكل موقع إذ سيتم تنظيم ورشات بحدائق التجارب
خاصة بالبستنة وورشات بشالة تحاكي الحفريات الأثرية، وإعادة تشكيل الأشياء القديمة وورشة لترميم
الزليج
في وسط مدينة الرباط، ستنظم ورشات للرسم ومحاكاة الأنماط المعمارية لبداية القرن
العشرين بالرباط مع ورشة للأرابيسك بأسلوب مغربي جديد.
أما في مدينة سلا، ستنظم ورشات لصناعة الفخار، للتعريف بهذه الصناعة التي عرفت بها
جوهرة أبي رقاق بالاضافة إلى ورشة لتركيب مجسمات الشموع فيما يشمل برنامج ورشة قصبة
الأوداية مجموعات لتلقين نسج الصوف في إشارة إلى سوق لغزل وسوق السجاد والتطريز
ستعمل جميع الورشات، التي تنظم خلال أيام التراث على اكتشاف التراث الثقافي وتاريخ
الرباط سلا بطريقة ممتعة، وتعميق الوعي بضرورة الحفاظ عليه من خلال أنشطة ترفيهية تستهدف
بالأساس التعليم وتحفيز الأجيال الصاعدة على تقاسم المسؤوليات والعيش المشترك
وتتخلل هذه الأنشطة، التي يشرف عليها المتطوعون في الجمعية، لقاءات فكرية ترنو إلى
تعزيز مجهود تسليط الضوء على التراث اللامادي لحاضرتي أبي رقراق
وتشمل هذه اللقاءات جولة فنون وأضواء (دار تو دار ) التي تأخذ شكل رحلة ليلية في المدينة
العتيقة للرباط تتخللها أنشطة فنية وموسيقية، وكذا رحلة النزاهة التي تعيد تقليد الرحلات التي كانت
تقوم بها العائلات الرباطية والسلاوية لمدينة شالة
كما ستحتضن عدة مواقع بمدينتي الرباط وسلا عدة معارض تنظم بشراكة مع معاهد ثقافية
إضافة إلى معرض لصور الدورة الثالثة من مسابقة التصوير الفوتوغرافي التي نظمتها جمعية ذاكرة
الرباط سلا والدورة الثانية من مسابقة الرسم في قصبة الأوداية، بالاضافة إلى لقاءات مع شخصيات
فكرية تعتبر ذاكرة حية للتراث اللامادي، من بينها متخصصين، بهدف نقل جزء من التراث إلى الجيل
الجديد مع تحفيز العموم على المشاركة وتقاسم الالتزام بالحفاظ على الهوية الثقافية للمنطقة وذلك من
خلال الجمع بين الآباء والأجداد والأحفاد في جو ودي وسلس.
ومن المنتظر أن ترافق هذه الأنشطة عروضا موسيقية في محاولة إلى التعريف بالأشكال
والأنماط الموسيقية التي عرفت بها حاضرتي الرباط سلا مع إتاحة الفرصة للفنانين الشباب الذي نجحوا
في تطوير هذا التراث وساهموا في إشعاعه